عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2011, 11:47 AM
المشاركة 29
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
وَما بَرِحْتُ مَكانِي قَيْدَ أُنْمُلَـــــــــــةٍ
وَما شَهِدْتُ زَمَانِي وَهْوَ يَنْتَكِـــــسُ

في هذا البيت ما يؤكد بأن الرحلة والسفر الذي تحدث عنها الشاعر هي في الواقع رحلة روحية أو هي رحلة الحياة بما فيها من سعي لتحقيق أهداف، وبما فيها من تيه حيث لا يدري الساعي إذا كان قد أصاب في مسعاه أو أن الحظ جانبه وربما المصاعب المحيطة فتعثر ولم يحقق ما يصبو إليه من أهداف...حتى دق ذلك الجرس الخفي في ثنايا الروح ينبه الشاعر ليعد النظر في مسيرة حياته ويتساءل أن كان قد حقق أهدافه التي كان يجب أن يحققها..

فهو يخبرنا بأنه لم يغادر مكانه ولم يتحرك حتى قيد أنملة رغم حديثه عن السفر ومصاعبه بتلك الطريقة والوصف البارع.

كما يوضح الشاعر في الشطر الثاني بأن ما وصل إليه هو في الواقع نتاج لماضٍ صعب تراكمت فيه الظروف فصنعته وشكلته ولم يكن له يد في انتكاسته...وكأنه يلقي باللوم على الظروف التي أوصلته إلى تلك الحالة من التيه وفقدان الاتجاه ومحاسبة النفس وإعادة النظر في الأهداف التي حققها...

وفي هذا البيت استثارة لحاسة البصر باستخدام ( وما شهدت ) وفيه ما ينم عن الحركة ( وما برحت ) وفيه وصف جميل للغاية ( وما برحت مكاني قيد أنملة)...

يتبع،،،

أنا المَشُوقُ إلى ما فاتَ مِنْ زَمَــــنٍ
أطْلالُ قَلْعَتِهِ تَهْوِي فَتَنْــــــــــدَرِسُ