عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2011, 10:57 PM
المشاركة 521
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
عبد الرحمن بن حسين جاسم الجودر
فضيلة الشيخ

(1304-1404 هـ)
بقلم فضيلةالشيخ صلاح بن يوسف الجودر

الشيخ عبدالرحمن بن حسين جاسم محمد صالح فـارس الجودر، ولدالشيخ عبد الرحمن في قلالي سنة 1304هـ في كنف أبيه حسين بن جاسم الذي توفى عنهوعمره سبع سنين، فانتقل في رعايـة خاله الشيخ أحمد بن عبدالله بن سلطان الجودر. أماأمه فهي آمنة بنت عبدالله بن سلطان آل جودر، وقـد توفيت عنه وهـو ابن عشر سنين،وبعد وفاة أبيه وأمه انتقل في رعاية عمه الشيخ أحمد بن جاسم الجودر شيخ القبيلة. ولم يكن للشيخ عبدالرحمن أخوة سوى علي وفاطمة فهم أخوة من أب وأمهم هي أخت مبارك بنعلي آل جودر. عاش الشيخ عبدالرحمن وتعلم عند عمه الشيخ أحمد بن جاسم الجودر فأخذعنه الدين وشئون الحيـاة، وكان عمه كثيراً ما يأخذه معه في أسفاره إلى الهندوالنيبال للتجارة، ولما كبر زوجه من ابنته شيخة وذلك لحبه للشيخ عبدالرحمن فأنجبتله حسـين و محمد.

وبعد وفاة زوجتـه شيخه تزوج مرة أخرى من عائشة بنت الشيخسلطان بن علي الجودر الذي يعتبر معلمه الأول، فأنجبت له عبدالله وإبراهـيم، وبعدوفاتها تزوج من شريفة بنت الشيخ أحمد بن جاسم الجودر ولكن لم تنجب له، ثم تزوج منمريم بنت الشيخ جمعة علي الجودر فأنجبت له فاطمة و حصة ورقية وعائشة. نشأ الشيخعبدالرحمن في بيئة كلها علم فتربى أولاً على يد خاله الشيخ أحمد بن سلطان الجودروكان من أهل العلم والدين والصلاح ثم انتقل في رعاية عمه الشيخ أحمد بن جاسم الجودروالذي كان مشـهور بالدين والرجولة والكرم ومساعدة المحتاج وإغاثة اللهفان، وقد درسالشيخ عبدالرحمن في المطوع حتى حفظ كتاب الله، ثم درس على يد الشيخ سلطان بن عليالجودر وهو العالم الكبير والشاعر البليغ، ودرس على يد الشيخ صالح المبارك منالاحساء(1) وقد درس الشيخ عبدالرحمن كذلك عند الشيخ عبداللطيف بن علي الجودر القاضي بمحكمةالشرع بالبحرين .

أرسله عمه الشيخ احمد بن جاسم لما كبر في طلب العلم إلىالاحساء، وكان ذلك بعد زواجه من ابنته شيخة، وقد عاد من الاحساء بالشهادات. ثم سافربعد ذلك إلى الكويت ثم إلى البصـرة حيث طلب العلم في جامع الحسن البصري على أيديعلمائها ومشايخها هناك وكان من زملائه الشيخ عبدالله السالم الصباح حاكم الكويتفيما بعد. ثم ذهب في طلب العلم إلى منطقة الجسم ومنطقة لاور في فارس. وعندما عادإلى البحرين درس المذهب الشافـعي على يد الشيخ طه الذي كان يعمل عند يوسف بن يوسففخرو وكان من زملائه الشيخ محمد بن علي يعقوب الحجازي. وبعدما عاد بالشـهاداتوالإجـازات العلمية بدأ بالتدريس ، فدرّس في مدرسة بن خاطر ومدرسة بن هندي وكانالتدريس من السابعة إلى العاشرة ، وكان يتقاضى مرتب على ذلك مـن إدارة الأوقاف قدره 200 روبيه، وقد درس على يديه مجموعة من طلبة العلم منهم عبدالله بن عجلان، عبداللهالظاعــن، راشــد بن هندي، عبدالله بن ناصر وآخرين . كان للشيخ عبدالرحمـن مجلس فيالفريج يلقي فيه دروسه ويجتمع مع الناس ويعقد النكاح ويفك النزاعات بين الناس، وكانممن يزوره في مجسله الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة والشيخ عبدالله المبارك منالاحساء وجاسم المعاودة وفهد الوزان ويوسف خلف زايد وعبدالله راشد الجلاهمة وحسينبوهميل وجاسم عيسى الجودر وعيسى بن هندي، وكان في فصل الصيف يجلس على الحصير خارجالمنزل. كما أسلفنا فان الشيخ عبدالرحمن كان مدرس في مدارس العلم التابعة للأوقاف (مدرسة بن خاطر ومدرسة بن هندي) ، وقد كان كذلك إمام لمسجد عبدالله بن سلطان الجودرجده لأمه (بالمحرق) ،
وقد درّس في المسجد بعض طلبة العلم، ثم أصبح إمام في مسجد بننايم خلفاً لابن طلحة، ثم أصبح خطيباً لمسجد الشيخ عيسى بن علي ولمصلى العيد فيالبر خلفاً للشيخ عبداللطيف بن علي الجودر. وكان له أسلــوب مميز في الخطابة وخاصةعن الإنجليز، حتى قال في إحدى خطبه (هذا الإفرنجي الذميم يريد أن يتولى أعراضالمسلمين - يريـد إن يتولى أثلاث المسلمين ).وكان يكره الإنجليز كرهاً شديداً، حتىأنه ذات مرة هاجم المستشار في خطبة العيد التي حضـرها الشيخ محمد والشيخ عبداللهأبناء الشيخ عيسى بن علي، وقد هنئاه على تلك الخطبة العصماء. وقد طلب للقضاء بعداعتزال الشيخ عبداللطيف سنة 1362هـ ولكنه رفض القضاء بسبب أنه لا يريد من أحد أنيتدخل في القضايا الشرعية. كان الشيخ عبدالرحمن كثير الصلاة وقراءة القرآن، وكانشجاعاً لا يخاف في الله لومة لائم، غيوراً على دينه حتى أنه رفض أن توضع صـورته فيجواز السفر، وكان اجتماعـي مرح، يحب الفقراء والمساكين، وإذا جاءته الزكاة كانينفقها من يومها، وكان من حرصه وتقـشفه أنه رفض أن يــأخذ المساعدة من ابنه عبداللهبعدما علم أنه عمل في الجمارك. وكاد أن يسقط عليه المنزل الذي يسكنه ولم يكن عندهما يصلح به المنزل حتى قام صديقه محمد البن غتم وابن عمه محمد بن جاسم الجودربمخاطبة الشيوخ لإعادة بناء المـنزل وفعلاً قاموا ببنائه مرة أخرى لمنزلة الشيخعبدالرحمن عندهم. وكانت وفاة الشيخ عبدالرحمن في ليلة الثلاثاء الساعة التاسعة فيمنزله سنة 1404هـ ، وصلي عليه صباح يوم الأربعاء ودفن في مقبرة المحرق . وقد جاءالشيخ خليفة بن سلمان يعزي الجماعة في مـنزله الذي لم يترك فيه سوى شيئاً واحداًوهي مكتبته الكبيرة والتي لازال البحث جاريعنه.