الموضوع
:
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
01-06-2011, 06:35 PM
المشاركة
510
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
صالح بن علي بن ناصر
الحارثي
مولده ونشأته
ولد الشيخ صالح بن علي بن ناصر بن عيسى بن صالح بن عيسى بن راشد
الحارثي في حديقة مضوت بالمضيرب. وذلك في سنة 1250هـ،
استشهد والده في معركة في
بلدة سيوي (مدينة في الصومال وهي تابعة في الوقت الراهن لدولة كينيا) في أفريقيا
أثناء قيادته أحد جيوش السلطان سعيد بن سلطان ضد القبائل الخارجة عن طوع السلطان
.
وكان جده أيضاً قد استشهد في معركة قادها في عهد السلطان السيد سعيد بن سلطان في
شمال الشرقية، وذلك قبيل ولادته
.
أما أمه فهي من السمرات وكان لها فضل في نبوغ
الشيخ صالح إذ بذلت كل ما في وسعها لتربيته التربية الجسمية والذهنية الصحيحة ويذكر
أنها وفرت له مربية معروفة بطلاقة اللسان وقوة البلاغة والمنطق
.
تربّى على يده
جده عيسى الذي كان رئيسا على قومه الحرث فتعلّم منه القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة
غير أن جدّه توفي عنه وهو لا يزال في الثامنة من عمره
.
وكان وهو في هذه السن
يذهب بصحبة أخيه ناصر إلى مسقط لتهنئة السلطان سعيد بن سلطان (كلما قدم إلى أرض
الوطن) حيث جرت العادة عند العمانيين بأن يقوم الشيوخ والزعماء بزيارة السلطان
عندما يعود من زنجبار-. وأثناء إحدى المقابلات أراد السلطان أن يختبره فسأله أن
يلبس بدلا من خنجره الفضي خنجرا مطليا بالذهب غير أنه رفض، ثمّ سأله عن اسمه فقال
له اسمي عامر، فقال السلطان أنا اسميك صالح فوافق على هذا الاسم وأصبح اسمه صالح
منذ ذلك الحين، ثم قال له: (أنتم أولاد علي بن ناصر، النار تخلّف رمادا) فأجابه على
الفور: (نار الكرب تخلف رمادا غير أن نار السمر تخلّف جمرا) فاستغرب السلطان من
إجابته وتنبأ له بمستقبل زاهر
.
دراسته
درس في فترة طفولته القرآن الكريم
ومبادئ اللغة العربية على يد نخبة من المعلمين في بلدة (القابل) وبعد أن نضج واتسعت
مداركه، سعى رحمه الله إلى تطوير قدراته في المجالات السياسية والعسكرية، فبدأ يبحث
عن الرجل المتمكن من هذا العلم، وبعد التقصي وجد ضالته المنشودة في الشيخ العلاّمة
سعيد بن خلفان الخليلي المقيم في بلدة بوشر من أعمال مسقط، فشدّ الرحال
إليه
.
إمام محتسب
كان رحمه
الله إماما محتسبا بمنزلة إمام الدفاع وهو منصب معروف في المذهب الإباضي، ولم
يُرْوَ عنه أنه أقام حدا من الحدود ربما يعود ذلك إلى خطيرة ربما استوجبت إقامة
الحد بخصوصها، حينما حاول رجلان من قطاع الطرق الهروب من السجن فأمر الجند بأن
يطلقوا عليهما النار وقد تم ذلك بالفعل
.
تعلقه
بالنخل
كان مهتما بالنخيل، وفي كل صباح يتعهد مزارعه بالرعاية
حتى في الأيام العصيبة يخرج وبيده آلة حديدية فيزرع ويقلِّم الأشجار ويأمر
المزارعين بما تحتاج إليه النخلة من متابعة
.
دعاؤه
المفضّل
كان يحب هذا الدعاء ويردده في كل حين (اللهم نريد علوا
في الآخرة ولا نريد فسادا) ولعلّه يشير إلى الآية الكريمة (إنما الدار الآخرة للذين
لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا
).
صلته بعلماء عصره
لقبّه علماء عصره (بذي الجناحين
)
ويقصدون بذلك الرئاسة في العلم والسيف، وكان علماء عصره يحترمونه ويقدرونه
ويعتبرونه المرجع في حل المشكلات، وكان مجلسه عامرا بهم، ومن جانبه يبادلهم
الاحترام ويزورهم أينما كانوا ويستفيد من علومهم ويستمع لنصائحهم
وآرائهم
.
الكتب التي أرخت
ل حياته
هناك مجموعة من الكتب تناولت سيرة الشيخ صالح بن علي
لكتّاب عرب وأجانب. غير أننا سنورد هنا ما قالته بعض كتب الأعلام، وأيضا ما ذكره
مرتب كتاب عين المصالح الذي ألّفه الشيخ صالح بن علي
.
-
جاء في معجم الأسماء
العربية (الشيخ صالح.. علاّمة عماني من أبرز علماء التراث العربي في عمان له مؤلفات
منها (عين المصالح في أجوبة الشيخ صالح) ونسبه يعود إلى الحجاز
.
-
وذكر كتاب
الأعلام لخير الدين الزركلي (صالح بن علي الحارثي فقيه إباضي من أعيان الدولة
العمانية أخباره كثيرة مع الإمام عزان بن قيس والسلطانيين تركي بن سعيد وفيصل بن
تركي. استشهد في إحدى وقائعه ودفن بسمائل
).
كما أشار مرتب كتاب عين المصالح إليه
بأنه (وقف عمره على الدفاع عن حرمات الدين وجهاد البغاة المعتدين من الجبابرة
والمفسدين وسارت بصيته الركبان واشتهر فضله في سائر البلدان وكان ذا غيرة على دينه
شديدة ومفاخرة عديدة وخصاله حميدة سيدا جليلا، وقورا مؤيدا منصورا، مسددا بعيد
الهمة عالي الصيت، ذا إقدام هائل كما وصفه القائل
:
ترى شخصه فوق السرير وإنه له
همم فوق النجوم الثواقب
فيمنحك المهيمن خير فتــح وتظفر في العواقب
بالأجور
).
استشهاده
خرج في يوم
الأربعاء السادس من ربيع الآخر سنة 1314هـ ليوقف مجموعة خرجت عن الحق في سمائل
فأصيب برصاصة طائشة في فخذه الأيسر الشريف، وقد لقي ربّه في عصر ذلك اليوم بعد أن
أقّر الله عينه بنيل مطلوبه
.
وقد رثاه شعراء زمانه وبكته الأمة الإسلامية بكاءا
مريرا، يقول الشيخ السالمي
:
وكم مجد علوت وكم علاء سموت وكم قمعت
المعتدينا
فمن للمجد بعدك والمعالي ومن للحكم بين المسلمينا
لقد قضَّيتَ عمرك
في مرام تقاصر عنه جلُ الأقدمينا
أعطيت الشهادة وهي أعلى مقام ناله
المتقربونا
فإن نرزأ بمثلك يا همام فبالمختار قبلك قد رزينا
لقد دُفنت بقبر
أنت فيه خصال الأكرمين الأفضلينا
جزاك الله عن ذا الدين خيرا جزاء المحسنين
المخلصينا
وفي قصيدة أخرى قال
:
لهفي أبا عيسى عليك ولم يكن لهفي بنافع
ما
إن رزئت بمثل فقدك في الأقارب والأشاسع
كم حادث لولا مصابك ماله صبري
بواسع
وقال محمد بن شيخان السالمي
:
تبلج صبح الحق من مطلع الهمم فسبحان من أفنى به حلة الظلم
وفاحت رياح النصر تنشر للورى غواليها كادت تقوم لها الرمم
إذا رزق الله السعادة عبده أقام إلى إسعاده السيف والقلم
ومن كان ميسور المساعي ولم يقم بأشرفها أهدى له العجز كلّ ذم
وإن صد صاد والموارد حوله تكّرع في حوض التأسف والندم
ومن بذل النفس النفيسة في العلى ولم يدرك المطلوب يعذر ولم يلم
ومن يحيى مرعى للعدى آمنا رعوا ومهما أصابوا غرة منه يخترم
لخصمُك داء في الحشى وعلاجه شراب الدما منه فعالج به الألم
واشهد أن المجد شهد ودونه مكاره فاشهدهن والسم في الدسم
وإنّ العلى مستحسن حيثما أتى ولا سيما إن جاء في طاعة الحكم
أرى الناس أشباها ولكن تباينوا فتختلف الأثمار في اللوم والكرم
فهذا جنى الدر الكريم وذا جنى سواه وكل عند ربك لم يضم
وهل ظالم أرخى بذا العصر مفسد ونور بدا من صالح يكشف الظلم
هو الليث في الدهما هو الليث في الوغى هو البدر في الظلما هو الدهر في الهمم
فتى شبّ في مهد المكارم لم يقل نعم أبدا إلا وتتبعها نعم
تلوح بروق الجود في سحب كفه فما اسُتسقيت إلا وتنسكب الديم
وفيه خصال ليس يدرك كنهها تعالى بها والدر يمتاز بالقيم
ففي تاجه العليا وفي وجهه التقى وفي كفه النعمى وفي سيفه النقم
وأيده المولى بأشباله فهم كرام المساعي أبطن الجود والكرم
رد مع الإقتباس