في ليلةٍ قرب الغديرِ على حِفافِ الوادي
والبدرُ يرفلُ زاهياً في سيرِه المتهادي
نشوان يرسلُ ضوءَهُ للسهلِ والأنجادِ
يرمي بطرحةِ حسنِهِ فتَزينُ كلَّ وِهادِ
وإذا الطبيعةُ تستحِمُّ بنورِهِ الوقَّادِ
فأرى الرياضَ تبرَّجتْ بالزَّهرِ والأورادِ
فأُصيخُ مُنذهلَ النُّهى لتناغُمِ الأنشادِ
وعلى حفيفِ النورِ أسمعُ همسَ أشواقِ الحبيبْ
وأُحسُّ خفقَ فؤاده فيضجُّ في قلبي الوجيبْ
وتحول ُ في روحي اللواعجُ والجوى حلُماً خضيبْ
أدعو ويستعرُ النِّداءُ فيورِقُ الأملُ الخصيبْ
وتُطلُّ من خلفِ الضبابِ حبيبتي ولهى تُجيبْ
لبَّيكَ إنِّي هاهنا لنِدا اللواعجِ أستجيبْ
هييِّء لنا كوخَ الغرامِ صبابةً وهوىً مُذيبْ
فأروحُ أغزلُ من لحونِ تنهُّدِ العشاقِ ِ
عرزالَ يطفو فوق هُدْبِ الغيمِ في الآفاقِ ِ
وأحوكُ نسجَ فِراشِها من لوعةِ الأشواقِ
وأرشُّهُ بأريجِ حبِّي الذائبِ المُهَراقِ
لأضُمَّ فيه حبيبتي بتلهُّفٍ وعِناقِ ِ
فنفُرُّ من عصْفِ الجنونِ إلى السَّنى الرقراقِ
حيث السعادةُ والنعيمُ ثمارُ عُشق ٍ راقي