عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2011, 06:06 PM
المشاركة 56
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 106



حين أرى في قصص الأزمنة الماضية


أوصاف أجمل الناس الذين عاشوا فيها


والتفنن في تجميل القصائد القديمة


عند إطراء النساء الراحلات والفرسان المحبوبين


....


وحين أقرأ أعمق ما في سجلهم عن الجمال


عن اليد، والقدم، والشفة، والعين، والحاجب


أرى أقلامهم القديمة وقد حاولت التعبير


عن الجمال الذي أراه الآن فيك


....


لم تكن مدائحهم للجمال إذن سوى تنبؤات


عن الجمال في عصرنا هذا


الذي يتجسد بأكمله في صورتك


ولأنهم لم ينظروا للجمال إلا بعيون متنبئة


لم تكن لديهم المهارة الكافية للتعبير الجدير بك


....


أما في هذا الزمن الذي نتربع الآن عليه


فإننا نملك العين التي يدهشها الجمال


وينقصنا اللسان الذي يمكنهالتعبير




ترجمة: بدر توفيق




CVI



When in the chronicle of wasted time


I see descriptions of the fairest wights


And beauty making beautiful old rhyme


In praise of ladies dead and lovely knights


Then, in the blazon of sweet beauty's best


Of hand, of foot, of lip, of eye, of brow


I see their antique pen would have express'd


Even such a beauty as you master now


So all their praises are but prophecies


Of this our time, all you prefiguring


And for they looked but with divining eyes


They had not skill enough your worth to sing


For we, which now behold these present days


Have eyes to wonder, but lack tongues to praise





سونيت 107



لا مخاوفي الخاصة، ولا روحي المتنبئة


التي تحلم بالأشياء المقبلة، في هذا العالم الواسع


يمكنها السيطرة على مصير حبي الصادق


الذي يخضع لدورة المصير المعلوم


....


لقد استطاع القمر الفاني أن ينتصر على الخسوف ويحيا


وصار المتنبئون بذلك موضعا للسخرية بما قالوه


والشكوك السابقة أصبحت الآن هي اليقين المنتصر


وأغصان الزيتون تعلن عصراً أبدياً للسلام


....


الآن مع قطرات هذا الزمن الفياض بالعطر


يبدو حبيبي نضراً، ويستسلم الموت لي،


ما دمت رغما عنه سوف أحيا في هذا الشعر المتواضع


بينما يصول ويجول بين أولئك الخرس والأغبياء


....


أما أنت فسوف تجد ما يُجسدك في هذه القصائد


بعد زوال الطغاة واندثار القبور النحاسية




ترجمة: بدر توفيق




CVII



Not mine own fears, nor the prophetic soul


Of the wide world dreaming on things to come


Can yet the lease of my true love control


Supposed as forfeit to a confined doom


The mortal moon hath her eclipse endured


And the sad augurs mock their own presage


Incertainties now crown themselves assured


And peace proclaims olives of endless age


Now with the drops of this most balmy time


My love looks fresh, and Death to me subscribes


Since, spite of him, I'll live in this poor rhyme


While he insults o'er dull and speechless tribes


And thou in this shalt find thy monument


When tyrants' crests and tombs of brass are spent

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)