قلت لي :
ها أنذا أكتب إليكِ وأهمس إلى خلاياكِ الكسيرة .. أُدندن بآهة تجترح صوتي لتعبركِ رجفة ..
قد تصلك أحرفي وربما تلفظينها كلفظك للحياة ..
أوستقرأينها وتلملمين آخر أحرفها لتضعيها في زوايا النسيان ..
كي تغمريني باللامبالاة .. كي توعزي لي بأني مخلوق طفيلي ..
ولكن لن أيأس يا أميرتي .. ولن أكون كذلك فأنا سأولد من بوحكِ ..
وسألصق قلبكِ بأنفاسي.. وألملم شتاتكِ بأصابع تفتش عن بقيتكِ ..
لن أكفّن نبضك المذبوح .. بل سأنفث فيه الحياة من تكبيل الظلمة التي تزملكِ بالعجز ..
وسألتقط الزجاج المكسّر فوق جلدك .. وأجمع شظايا حلمكِ وأعيد ترتيبها ..
لتكوني لي وحدي .. أعدكِ أن أحارب حزنكِ وأروضه ليكون فرحآ يليق بكِ ..
فقد عكس ذاك المتوحش في عينيك عذاب أشاح عنك مذاق الحياة..
وغلّف أيامك برداء أزرق يشتد ظلمة كلما ولد يوم أبيض..
أجل .. سأفعل المستحيل لأجلكِ .. أنتِ .. فقط
.......................
وما لم تقله :
أن أزيز ذهول تسلق حواسي .. فقاومتك بضراوة .. وأقصيتك .. نأيت بك عن دوحي الظامئ للمطر ..
وصفعتُ مزنك العابقة بالغيث .. كي لا أحن إلى قطرات من الجوى ..
هرعت إلى خيمتي المنصوبة على تلال الفزع أحتمي فيها منك ..
أتحصن بقسوتي .. وأرتدي أسمال منسوجة "بلا " .. و" لن ".. كي أُحبطك ..
أُنفتي المغلولة قهرآ حالت وقتذاك بيننا .. فهب صراع برائحة الضباب يحجبك عني ..
و لكنك أتيت بإصرارك ..وأنت تزيل العتمة عن طريقك بكل قوتك .. تركلها خطاك عبر قدوم حثيث إلي..
أتيت بجنونك .. وصخبك .. وحنانك .. لم تدعني أفلت منك أبدا ..
ثم وقفت قبالتي .. واجهتني بانكساري وعجزي .. ومن بين تقوقعي في سقوطي ..
مددت إلي ساعدك أتوكأ عليه .. لتعبر بي إلى عالم آخر .. من الأحلام الأسطورية البراقة ..