عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 09:51 PM
المشاركة 8
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
المحور الخامس :
العنف الطلابي بما معناه العنف الموجه من طالب لطالب او من طالبة لطالبة ، أسبابه ، أشكاله ، كيفية علاجه
سبق وإن تحدثنا عن العنف الطلابي بشكل عام ، وذكرنا أشكال ذلك العنف ، لكن ما يعنينا هنا هو العنف من طالب لطالب ، أو طالبة لطالبة . من الطبيعي أن تحدثت بعض الاختلافات بين الطلاب ( طالب أوطالبة ) داخل الفصل الدراسي ، لكن من غير المعقول تحويل تلك الخلافات إلى عنف داخل حجرة الصف ، أو داخل الفناء ، أو حتى بوابات المدارس إلاّ أن يكون هناك أسباب أدت إلى سلك هذا السلوك العدواني ، وقد سبق لنا ذكر الكثير منها ،لكن أيضا بشكل عام ، وهنا سنتطرق إلى بعض الجزئيات التي من الممكن أن تطرأ بين الطلاب (ذكور ـ إناث.) ومن هذه الأسباب :
1ـ الابتعاد عن الله وضعف الوازع الديني داخل الأسرة فمن ابتعد عن الله وتعاليم هذا الدين الحنيف فقد صوابه ، وأصبح على غير هدى ، فإذا كنت الأسرة لا تقم شرع الله من صلاة وصوم ، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، والتعامل بالخلق الإسلامي فكيف من ينشأ في تلك الأسرة المحطمة خلقا .
2ـ شعور بعض الطلاب والطالبات بنقص أمام بقية الطلاب ، والطالبات وهذا النقص يبدو لي على عدة أوجه منها :
اـ ظروف البعض الاقتصادية ، فعندما يرى الطالب أن زميله أفضل منه في ملبسه ، وهندامه ، ويحمل كل يوم في جيبه نقودا ، وقد يملك سيارة فارهة ، أو أن الفتاة ترى البعض من زميلاتها أفضل منها في الملبس ، والمقتنيات الشخصية التي قد تحضرها معها ، وكذلك الغرور الذي قد يعترى البعض منهم ( كلا الجنسيين )، هنا يبدأ الشعور بالنقص ، والدونية عن أولئك الطلاب أو الطالبات ، مما يزيد الكثير من الحقد ، والكراهية لديهم ، لذا يرى البعض منهم أن السبيل الوحيد هو الاحتكاك المقصود للنيل من أولئك الزملاء أو الزميلات .
ب ـ ظروف البعض الاجتماعية : الكثير من لأسر تعاني التشتت بين الزوجين ،أو التفكك ، والإهمال المفرط وكل ذلك ينعكس سلبا على الأولاد داخل مدرستهم . فما ظاهرة الطلاق ، وانشغال الوالدين عن أبنائهم إلاّ زيادة في الانحراف الذي يذهب ضحيته الطالب ، والطالبة ، وما تلك العقد النفسية ، والتي سببها الوالدين ، وكان الضحية أيضا الأبناء ، لذا يجد الطالب أو الطالبة أن العنف مع غيرهم أمر يحتم عليهم كما يرونه مع أقرانهم بالمدرسة .
3 ـ رغبة البعض من الطلاب أو الطالبات استمالت الأنظار تجاههم من بقية الزملاء ،والزميلات ، ويرى أن المبادرة في العنف تجاه البعض منهم أمر يزيده شهرة ، وقد يرى أن ذلك يجعل الآخرين يحسبون له ألف حساب . لا يدري أن العكس قد يحدث ، ومن ثم يحدث له أو لها ما لم يتوقع ..
4ـ ـ إعجاب إدارة المدرسة أو المعلم أو المعلمة بذلك الطالب أو الطالبة لتميّزه في نشاط معين ، وتفوقه عن غيره ، وشعور غيره بأنه لا وجود له،من هنا يبدأ الحقد ، ويرى أن التقليل من شأن ذلك الطالب أو الطالبة أمر لابد منه ، وأن العنف خير وسيلة.
5ـ رغبة البعض من الطلاب أو الطالبات الحصول على شيء يفتقده الطرف الأول أو يرغب في تحقيقه ، لذا يكثر عليه أو عليها من الضغوط النفسية وقد تصل إلى استخدام العنف الجسدي حتى ينصاع أو تنصاع للمطلوب .البعض من الطلاب يفتنون بكل أسف بطالب آخر ، لذا يحاول إيقاعه في المحرم (لا حول ولا قوة إلاّ بالله .) فمثلا يستدرجه إلى أي مكان ويحاول تصويره عاريا ليتخذ ذلك وسيلة ضغط متى ما أراد . كذلك بعض الفتيات تحاول جاهدة في إيقاع زميلتها في المصائب أما عن طريق تبادل بعض الصور المشينة ، أو تقريب وجهات النظر مع شاب آخر ، واستغلال سذاجة الأخرى في تنفيذ ذلك .
6ـ الثقة الزائدة لدى بعض الأسر ، وترك الحريّة لأولادهم ، وبناتهم في مصاحبة من يريدون داخل مدارسهم ، بل قد يسمح بتبادل الزيارات في غير أوقات الدراسة دون متابعة الأمر ، وتقصي الحقيقة المؤلمة .
7ـ سوء المعاملة سواء كان داخل المنزل أو داخل أسوار المدرسة . الكثير من الأبناء تحدث لهم معاملات قاسية من الأبوين أو مع الأسرة التي يسكنون بها ، خصوصا إذا كان الأبوين افترقا لموت أو طلاق ، فكونه أو كونها تجد العنف في ذلك المنزل حتما سينعكس على شخصية الطالب والطالبة في تعاملهما مع الآخرين داخل المدرسة .
وقد سبق وإن تحدثنا عن الأشكال لذلك العنف في المحور الثالث .وقلنا له أشكال كثيرة منها ( استخدام بعض الآلات الحادة ، وقد يلجأ البعض إلى استخدام الأسلحة النارية ، وأشكال أخرى مثل استخدام النار والكي لا سيما أن شبابنا أصبحوا مدخنين حتى داخل مدارسهم ، وكأن السحارة التي يوقدونها هي الوحيدة التي تعطيهم الرجولة الكاملة .



طرق العلاج :
  • الامتثال لأمر الله ، وتعويد الأولاد على إتباع هذا النهج المستقيم ، وأخذهم إلى حلق الذكر ، وعدم تركهم كالبهائم السائبة يجوبون الشوارع دون رعاية ، ومتابعة .
  • التعرف على الأصدقاء الذين يخالطونهم ( فقد دعا رسول الله عليه وسلم إلى حسن الاختيار حيث قال: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"رواه أبو داود والترمذيّ، بسندٍ حسن.
فكم من صديق كان سببا في ضياع صديقه ، وهو في هذه الحالة ليس بصديق إنما هو عدو ، وكما نعرف ا(لصديق هو من صدق .) المراهق أو المراهقة قد لا يعرفان نتائج مخالطة أولئك الأشرار من لناس ، ومن هنا يتحتم على الأسرة الواعية القيام بهذه المهمة على أكمل وجه ، وإلاّ حدث ما كنا نخشاه .
  • على الزوجين الكريمين ( الأب ـ الأم ) الاختلاء بنقاشهما بعيدا عن الأولاد مراعاة لمشاعر الأولاد صغارا كانوا أم كبارا ، لكون هذا الجانب يؤثر سلبا على سلوكياتهم وتعاملهم مع الآخرين .
  • توثيق الصلة بين البيت والمدرسة خصوصا دور المرشد الطلابي أو الأخصائي الاجتماعي ، لكي يتم التعرف على ما تعانيه تلك الأسرة من ظروف أسرية ، ومحاولة حلّها وتجنيب الطالب أو الطالبة مخاطر ما جناه غيرهم .
  • توثيق الصلة بين المدرسة ( المرشد الطلابي ) والجهات الأمنية لإيجاد الحلول المناسبة للحد من ظاهرة العنف ( دور تربوي وآخر أمني .)
  • على وزارات التربية والتعليم توفير الوسائل الترفيهية في المدارس من ملاعب وأنشطة لا صفية ليجد الطالب أو الطالبة متنفسا يشغل فراغه النفسي ، وعدم الانشغال بأمور غير مجدية لا تخدم التربية والتعليم .
  • على الشؤون الاجتماعية أن تتبع الأسر التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة ، وتقديم المساعدات المالية والعينية لتلك الأسر ، كما على من حباه الله بتلك الأموال أن يخاف الله في أبناء الأمة بدلا من تضييعها فيما يغضب الله عز وجل فكم له من الأجر لو أنقذ أسرة من التفكك .؟ وكم له من الأجر في ردع كوارث من الممكن أن تقع .؟
  • على الزوجين أن يتقوا الله في أولادهم ، وأن لا يضحوا بمن تحت أيديهم لأسباب قد لا تكون ذات أهمية تذكر .
  • على إدارات المدارس ، والمعلمين أن يراعوا الله في هذه الناشئة والأخذ بأيديهم إلى الطريق الصحيح ، ودرء المخاطر التي قد تواجههم من عنف ، وانحرافات تضر بهم وبغيرهم .
  • توعية البيئة المدرسية التي يلاحظ فيها العنف عن طريق زيارات ميدانية أو من خلال مجالس الآباء والمعلمين ، وتوعيتهم بالأخطار المتوقعة لتك الظاهرة ، فالكثير من الأسر لا تعي ما يحدث أما لجهلهم أو لانشغالهم بأمور دنيوية شغلتهم عن فلذات أكبادهم .
  • تقديم جوائز تشجيعية للطلاب أو الطالبات الذين يتميزون بأخلاق عالية عن غيرهم ، ولو يخصص درجات تضاف إلى درجاتهم التحصيلية لتزيد من المجموع العام للدرجات ذلك خير.
  • على رجال الأمن سرعة التوجه إلى المدرسة التي تحدث بها أو أمام بواباتها هذه الظاهرة ( العنف ) والصرامة في اتخاذ الإجراءات التي من شأنها الحد من هذه الظاهرة ، وعدم الانصياع للتدخلات ، والوساطات التي دمّرت مجتمعاتنا على كافة الأصعدة .