عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 07:29 PM
المشاركة 152
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (17)



نشـيد الدم




نضَّدتُ من مِزَقِ الجراحِ عُقودا
وضَممتُ من عَبَقِ الدِّماءِ ورودا

وفَتلتُ حبلَ الوصلِ بين قصائدي
والطِّفلَ فانبثقَ النهارُ وليدا


وكتبتُ ملحمةَ الدَّماءِ بأحرفٍ
رفَّتْ على شَفةِ الخلودِ خلودا


* * *

آمنتُ بالإنسانِ يبذلُ روحَهُ
وكفرتُ فيه مصفَّداً مَجهودا


آمنتُ بالأطفالِ من كَبِدِ اللَّظى
يرمونَ بالحجرِ الوريِّ يَهودا


تتعشَّقُ الأسماعُ وقعَ نعالِهم
يتسابقونَ إلى الفداءِ وُفودا


يا أيُّها الأطفالُ نَزْفُ دمائِكمْ
نسجَ الصُّمودَ على البِطاحِ بُنودا


قسماً بأيديكم بمسقطِ رأسِكمْ
بالمهدِ بالأقصى يزفُّ شهيدا


بالحافظينَ عهودَ منْ عشقوا الثَّرى
بمكبِّرينَ يُدمدمونَ رُعودا


بالحاملينَ النارَ بينَ ضلوعِهم
يتواثبونَ على العدوِّ أُسودا


لَنمزِّقنَّ الغدرَ لو بأظافرٍ
بأكفِّ من صَدقوا تفلُّ حديدا


* * *

يا ثورةَ الطِّفلِ الذي بهرَ الدُّنى
عزماً وإقداماً فدىً وصُمودا


قدرُ العروبةِ أن تكوني ثورةً
لا تقبلُ التدجينَ والتَّهويدا


يا أيُّها الأطفالُ أيُّ قصيدةٍ
تَرقى لطُهرِ دمائكمْ تَمجيدا


بدمي إذا جفَّ اليَراعُ قصائدٌ
حمْرٌ تُردَّدُ في دمي تَرديدا


عوَّذتُ ثورتَكم بطُهرِ دمائِكم
بالأكرمينَ محاتِداً و جُدودا


بالمؤمنينَ بزحفِكم وهتافِكم
اللهُ أكبرُ همَّةً وصُمودا


بالمانعينَ الواهبينَ دماءهم
الرَّافعينَ من الضِّياءِ عَمودا


العاقدينَ الغارَ فوقَ رؤوسِهم
تيجانَ عزٍّ ترفضُ التَّهديدا


عوَّذتُها بالنَّاذرينَ شُبولةً
بالأمِّ تدفعُ خالداً وسعيدا


من خانعينَ على الطريقِ تَساقطوا
من كلِّ مشلولٍ يجرُّ قَعيدا


* * *

ثُوروا فلسطينُ السليبةُ كلُّها
مثوى الجدودِ مَفاوزاً ونُجودا


لولا جلالُ اللهِ لم أشركْ بهِ
لتَخذْتُ من أحجارِها معبودا


فتقحَّموا الغمراتِ لا تَهِنوا ولا
يَحزنْكمو من بدَّدوا تَبديدا


حَسِبوا انتفاضتَكم تموتُ بضربةٍ
تلوي إذا عصَفَ الحديدُ زُنودا


حشدوا عليكمْ كلَّ باغٍ خائفٍ
من كفِّ طفلٍ تقذفُ الجّلمودا


خسئوا وخابَ الغدارونَ وسعيُهم
خسئوا وخابوا لن نخرَّ سُجودا


شُلَّتْ أياديهمْ تُكسِّرُ أنملاً
وتدكُّ أبنيةً تخافُ مُهودا


يا خائضينَ غمارَ ملحمةِ الفِدا
يا باذلينَ لها دماً وكُبودا


يا زارعينَ الليل آمالاً على
أنوارِها جَرَتِ الحروفُ قصيدا


أَلقُ الجراحِ يضيءُ دربَ نضالِكم
ويعيدُ وجهاً للجهادِ جديدا


أنتمْ نجومٌ في دَياجي أمَّةٍ
لطمتْ على فقدِ النهارِ خُدودا


ردُّوا لأوردةِ العروبةِ نبضَها
ردُّوا لها نفَسَ الكفاحِ مَديدا


شرفُ العروبةِ يُستردُّ بأَنمُلٍ
ترمي وتكتبُ بالدِّماءِ نشيدا