الموضوع
:
أرجو نقد هذه القصيدة
عرض مشاركة واحدة
01-02-2011, 11:18 AM
المشاركة
8
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
May 2007
رقم العضوية :
3512
المشاركات:
1,928
السلام عليكم
أختي الكريمة و الأديبة
سارة رمضان
اسمحي لأخيك أن يستغل صفحتك كي يزجي سحاب السلام إلى أقطار روح الحبيب الشاعر الكبير
عبدالسلام بركات
,
و أما توجيهي لبيت شاعرنا الشهير العبود
و فيه:
أنا
و
الشوقُ
في الغرام ضحايا =سرق
البُعْدُ
عمْرَنا و
الغيابُ
ففي قوله :
1
.
أنا
و الشوق
تجريد كما تعلمين حيث جرد من ذاته ما أراد تسليط الضوء عليه و إبراز شأنه و هو (الشوق)
2.
البعد و الغياب
: البعد مدلوله المسافة المادية أي المكانية ,كقولك البعد بين
جدة
و
مكة
يقدر بخمسين كيلا , و الشاهد قوله تعالى (و يقذفون بالغيب من مكانٍ بعيد) ,
و لكن الغياب هو قلبي الإدارك لخفائه عن الجارحة فيصعب تقديره بما لدى الناس من معايير كالأمتار و نحوه كقوله تعالى ( يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة ..), فما يجوز لنا قول : أن الغياب بين
دمشق
و
القاهرة
كذا و كذا .
3. الآن سيدتي نعلم أن الشاعر جعل
للجثة المادية
( أنا ) ما يوافقه أقصد (البُعد) المادي
و للمستجلب بالشعور (الشوق) ما يثيره من
(الغياب) البعد القلبي ,
ستجدين أنَّ الشاعر _في ظني_ وفق كل التوفيق , و لم يأت بمفردة الغياب اضطرارا للقافية.
بخصوص(
سرق
البعدُ
عُمْرَن
ا و
الغيابُ
)
فبعد أن قلنا أن الشاعر أراد التجريد لداعٍ بلاغي هناك
نجده عاد فلمَّ ما فرق بعد ان استقر في ذهن السامع عظم المحبة و التلهف للمحبوب
ليثبت لنا حقيقة اكبر و هي العمر مادة البقاء فلزمه أن يجمع لها كامل ذاته المادية و القلبية . كما أن قوله - حفظه الله -
سرق
فيه جانب كبير من التوفيق لأن السارق يختلس المسروق من مكمنه و حرزه في خفية و حذر حتى لا يشعر به أحدا و كذلك جريان الأيام و كر العقود تسرق الناس أعمارهم بجميل الأماني و حالم الأمنيات حتى يستفيقوا على خريف العمر الذي يسقط ربيع الأمنيات إلي الموات .
سيدتي أرجو أن كلامي فيه بعض الصواب و هذا كافيني.
و لي عودة للنقاش حول القصيدة لأنها تستحق .
محبتي
رد مع الإقتباس