عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2011, 10:58 AM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قرءاة في قصيدة One art :

لا شك أن اليزبث قد كتبت هذه القصيدة وفي ذهنها فجائع الطفولة فأولا فقدت الأب قبل بلوغها السنة الأولى ومن ثم فقدت الأم التي وضعت في مستشفى للأمراض العقلية ولم ترها مرة أخرى كما تقول سيرتها الذاتية أعلاه.

وفي هذا القصيدة تشبه اليزابث الفقدان بفن وتقول أن امتلاك فن الفقدان، بمعنى أن يكون الشخص الفاقد بارعا فيه، عملية ليست صعبة حيث أن الكثير من الأشياء تبدو وكأنها تحمل في داخلها القدرة أو النية على أن تذهب أو تفقد أو تزول ..

فلذلك ترى الشاعرة انه وحيث أن الحال كذلك فأن فقدها لم يعد كارثيا بل أصبح وكأنه فن تتقنه...ولا شك أن في ذلك تعبير قوي واستثنائي عن اثر الفقد المتكرر عليها حتى أنها أصبحت ترى بأن كل الأشياء التي فقدتها كانت تحمل في ثناياها سر فناءها، وحيث أن هذه الأشياء أصبحت عند الشاعرة عديدة ...بداية بفقدها لوالدها ثم أمها...ولا شك آن القائمة تطول ....لذلك كله أصبح الفقد عندها أمرا عاديا وليس مصيبة كارثية.... وفي ذلك تعبير صارخ عن المرارة التي كانت تشعر بها الشاعرة من فقدان أحبتها واشياءها واحد تلو الآخر.


في الفقرة الأولى تقول الشاعرة بأنك لو فقدت شيء كل يوم، وتقبلت وتعاملت مع الارتباك لفقدان مفاتيح المنزل، وتقبلت ضياع بضع من الساعات تذهب هدرا ستجد بأن فن الفقدان لم يعد صعبا.

وفي الفقرة الثانية تقول الشاعرة...ثم جرب أو تمرن على فقد أشياء أخرى وجرب أن تفقد أشياء بصورة أسرع وجرب أن تفقد أماكن أو أسماء وجرب أن تلغي السفر إلي أماكن كنت تنوي السفر إليها..ستجد أن ذلك لن كون كارثيا ولن يأتي بالفجيعية.

لاحظ هنا استخدام كلمة farther (وتعني أشياء أخرى) وهي كلمة قريبة جدا في الشكل من كلمــة father (أي أب) وفي ذلك ما يشير إلى تعبير غير واعي ربما عن اثر فقدان الأب على الشاعرة لكنها وعلى الرغم من ذكرها لفقدان الأم في الفقرة التالية بشكل صريح نجدها تتجنب ذكر فقدان الأب وهو مؤشر على شدة الألم الذي كانت تعانيه الشاعرة لفقدانها الأب حتى أن ذلك الألم جعلها تكتب المسبب الأهم في ألمها وشعورها بالفقد بصورة غير صريحة ويلاحظ أيضا أن ذكر كلمة farther سبق ذكر كلمة الأم في الترتيب والذي تم ذكرها بشكل صريح في الفقرة التالية.

وفي الفقرة الثالثة تأتي الشاعرة على ذكر فقدها لامها بصورة صريحة فتقول لقد فقدت مثلا رعاية أمي وحنانها، وأيضا انتبه! لقد فقدت آخر منزل وربما هو المنزل قبل الأخير من بين ثلاثة منازل أحببتها وقد ذهبت كلها أدراج الرياح...لكنني ما أزال هنا وقادرة على الاستمرار وقد اعتدت على الفقد الذي أصبح عندي فن أتقنه.

في الفقرة الرابعة تستمر الشاعرة في ذكر قائمة الأشياء التي فقدتها فتخبرنا أنها فقدت مدينتين وفي ذلك ما يشير إلى تنقلها مع جدها الذي سافر إلى كندا ثم عاد إلى الولايات المتحدة أي أن الشاعرة ما كادت تعتاد السكن في مدينة حتى انتقلت إلى أخرى وقد كان مثل هذا الفقد يحيي في ذاكرتها الم الأمور الأخرى التي سبق أن فقدتها ولا شك أن المقصود هو فقدان الوالد والوالدة كما ذكر فهي الأمور التي تسبب الكثير من الألم مقارنه مع فقد المفاتيح والمنازل...

ثم تؤكد الشاعرة في الفقرة التالية على شعورها بالفقد للاماكن التي عاشت فيها في كندا كما نعرف من سيرتها الذاتية ...حيث الطبيعة الجميلة والأراضي الشاسعة الواسعة مما جعل الشاعرة تشعر وكأنها كانت تملك قارة بأكملها..

وتصرح هنا بأنها تفتقد كل تلك الأشياء المادية ...وان كانت الشاعرة تشعر بالفقد لمثل كل هذه الأشياء المادية فلا شك أنها تعبر بصورة غير مباشرة عن الم الفقد للوالدين فهما مصدر الألم الحقيقي الكامن في الوجدان والذي جعلها تشعر بكل ذلك الفقد....لكنها تعود لتقول لكن فقد كل هذه الأشياء على الرغم من كل هذا الألم ليس كارثيا وفي ذلك مكابرة وتعبير ساخر irony يعكس حجم الألم الذي كانت تعانيه الشاعرة لفقدها كل تلك الأشياء وعلى رأسها الأم وقد ذكرت ذلك بشكل صريح ...والأب طبعا والذي لم تتمكن حتى من ذكره بشكل صريح بسبب شدة الألم فجاءت بكلمة هي الأقرب إلى كلمة الأب كما شاهدنا اعلاه.


وفي الفقرة الأخيرة تبدو الشاعرة وكأنها تخاطب شخص ما؟ فتقول حتى فقدانك أنت ( يا صاحب الصوت الهزلي الذي أحب)، وتضيف هنا ما كان يجدر بي أن اكذب..أن فقدانك أنت أيضا لن يكون كارثيا ...وطبعا واضح أن السبب هو كثرة تلك الأشياء التي فقدتها الشاعرة حتى اعتادت على الفقد وأصبح الفقد عندها وكأنه فن خاصة أن كل الأشياء تذهب بسرعة وكأنها مبرمجة لكي تذهب ...
وتؤكد الشاعرة بعد أن تقوم على سرد كل تلك الأشياء التي فقدتها لذلك الشخص الذي تخاطبه في قصيدتها انه أصبح من الواضح بأن إتقان فن الفقدان لم يعد أمرا صعبا...رغم أن مثل ذلك الفقد (اكتبها!) قد يبدو كارثيا.
صحيح أن القصيدة بكليتها تبدو وكأنها كتبت لشخص وكأنها نوع من العتاب وكأن الشاعرة أرادت أن تقول أن كنت تريد أن تذهب فاذهب فلن يكون ذهابك كارثيا ولن يكون فجيعة فقد أتقنت أنا فن الفقد بسبب كثرة الأشياء التي فقدتها ...وتقوم على ذكر قائمة بالأشياء التي فقدتها منذ الطفولة كدليل على ذلك ...

لكنها، لاحظ معي أيها المتلقي الكريم، تتجنب ذكر فقد الأب بصورة صريحة وتستبدل ذلك، سواء كان ذلك تصرفا واعيا أو غير واعي، بكلمة هي الأقرب لكلمة الأب...وذلك ما يشير بشكل واضح أن الم الفقد الحقيقي الذي كانت تعانيه الشاعرة هو في الواقع الم فقد الأب لكنه كبير إلى الحد أن الشاعرة تنكره وتكبته.

وان كانت الشاعرة هنا قد كبتت ذكر الأب وألم فقدانه نجد أن شاعرة أخرى هي سلفيا بلاث قد كتبت قصيدة أسمتها "Daddy " تصرح فيها بألمها لفقدان الأب وتقول أنها تزوجت لعلها تجد فيمن تزوجته بديل مناسب لها ظلت تعتقد أنه مصاص دماء لم يعوضها الفقد ولذلك نجد أن سلفيا بلاث وعلى الرغم من أن الإبداع كان يخفف عنها الم الفقد ويحقق لها شيء من التوازن لكنها صرحت في قصيدتها أن الطريقة الوحيدة التي وجدتها مناسبة للتخلص من الم الفقد بشكل كامل هي بالعودة إلى والدها ولذلك نجد انها انتحرت وهي في سن الخامسة والثلاثين كي تعود الى والدها كما تقول في قصيدتها.




Daddy




You do not do, you do not do
Any more, black shoe
In which I have lived like a foot
For thirty years, poor and white,
Barely daring to breathe or Achoo.
Daddy, I have had to kill you.
You died before I had time--
Marble-heavy, a bag full of God,
Ghastly statue with one gray toe
Big as a Frisco seal
And a head in the freakish Atlantic
Where it pours bean green over blue
In the waters off beautiful Nauset.
I used to pray to recover you.
Ach, du.
In the German tongue, in the Polish town
Scraped flat by the roller
Of wars, wars, wars.
But the name of the town is common.
My Polack friend

Says there are a dozen or two.
So I never could tell where you
Put your foot, your root,
I never could talk to you.
The tongue stuck in my jaw.
It stuck in a barb wire snare.
Ich, ich, ich, ich,
I could hardly speak.
I thought every German was you.
And the language obscene
An engine, an engine
Chuffing me off like a Jew.
A Jew to Dachau, Auschwitz, Belsen.
I began to talk like a Jew.
I think I may well be a Jew.
The snows of the Tyrol, the clear beer of Vienna
Are not very pure or true.
With my gipsy ancestress and my weird luck
And my Taroc pack and my Taroc pack
I may be a bit of a Jew.

I have always been scared of you,
With your Luftwaffe, your gobbledygoo.
And your neat mustache
And your Aryan eye, bright blue.
Panzer-man, panzer-man, O You--

Not God but a swastika
So black no sky could squeak through.
Every woman adores a Fascist,
The boot in the face, the brute
Brute heart of a brute like you.

You stand at the blackboard, daddy,
In the picture I have of you,
A cleft in your chin instead of your foot
But no less a devil for that, no not
Any less the black man who

Bit my pretty red heart in two.
I was ten when they buried you.
At twenty I tried to die
And get back, back, back to you.
I thought even the bones would do.

But they pulled me out of the sack,
And they stuck me together with glue.
And then I knew what to do.
I made a model of you,
A man in black with a Meinkampf look

And a love of the rack and the screw.
And I said I do, I do.
So daddy, I'm finally through.
The black telephone's off at the root,
The voices just can't worm through.

If I've killed one man, I've killed two--
The vampire who said he was you
And drank my blood for a year,
Seven years, if you want to know.
Daddy, you can lie back now.

There's a stake in your fat black heart
And the villagers never liked you.
They are dancing and stamping on you.
They always knew it was you.
Daddy, daddy, you bastard, I'm through