الموضوع
:
الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
عرض مشاركة واحدة
12-31-2010, 09:49 PM
المشاركة
143
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (8)
الله يا دُنيا الشقاء
سارتْ على عَجَلٍ فقلتُ لها قِفي
وترفَّقي بمتيَّمٍ يهواكِ
إنِّي عرفتكِ طفلةً وعرفتِني
طفلاً تَزامنَ خطوهُ بخُطاكِ
حتى إذا ما اشتدَّ ساعدُه انْبرى
وبقيتِ سادرةً بغيرِ حِراكِ
يُمناهُ ما تنفكُّ تَنصبُ للعُلى
أشراكَه وتزيلُها يُسراكِ
مَنَّيتِه بالوصلِ ثم هجرتِهِ
ووصلتِ من بغرورِهِ وافاكِ
فسخرتِ منهُ وكان غِرَّاً سَاذجاً
عَشِقَ الإباءَ لكي ينالَ رضاكِ
وصحا على أَلَقِ الحقيقةِ بعدما
خسرَ الرِّهانَ ولم يَعُدْ لعراكِ
وغدتْ جذورُ اليأسِ في أعماقِه
تَمتدُّ حتى شابَ روضُ هواكِ
واليومَ يحزمُ للرَّحيلِ متاعَهُ
وغداً تودِّعُ ركبَهُ عيناكِ
يمضي إلى الستينَ يحرقُ عمرَه
مَسعاهُ يخفقُ في لَظى مَسعاكِ
ولكمْ تزوَّدَ بالتعلُّلِ فالمُنى
وهمٌ وكلُّ الوهمِ في نَجواكِ
يا أنتِ يا دنيا الشقاءِ ترفَّقي
رُحماكِ يا دنيا الشَّقا رُحماكِ
أرهقتِني ظُلماً فأنت ظَلومةٌ
للزَّارعينَ الحبَّ رغمَ نَواكِ
والفارغونَ بكل عصرٍ تُوِّجوا
بالغارِ تضفرُ غصنَهُ يُمناكِ
* * *
كم من دعيٍّ نالَ منكِ رغائباً
وأَنلتِ مشبوبَ الحنينِ جفاكِ
وملأتِ مأدبةَ اللَّئيمِ أطايباً
ضنَّتْ بها عندَ الوفيِّ يداكِ
وجَزيتِ ضعفَ الهادمينَ جواهراً
وجَزيتِ عزمَ المُبدعينَ حَصاكِ
وزَهوتِ باسمِ الأغنياءِ جهالةً
ونَفرتِ ممَّنْ ينشرونَ ضِياكِ
* * *
الله يا دُنيا الشقاءِ .. لَكَمْ ذَوى
غصنٌ كريمُ الأصلِ في مَغناكِ
روَّى جذورَ اللؤمِ نبعُك وانثنى
يَسقي الطَّحالبَ في ربوعِ حِماكِ
فنَمتْ بذورُ الشَّوكِ بين أزاهرٍ
وسَرَتْ بها تُدمي الزهورَ دِماكِ
* * *
ما زلتِ يا دنيا الشَّقاءِ شهيةً
رغمَ انسحاقِ العدلِ بينَ رَحاكِ
نذرٌ عليَّ إذا كَرُمتِ بنظرةٍ
تمحو ظلامي من بريقِ سَناكِ
لأُساقيَنَّ الحورَ صهباءَ المُنى
وأُراودنَّ العينَ في سُقياكِ
ولأَبلغنَّ بكلِّ كأسٍ بُغْيةً
عزَّتْ على الزُّهادِ والنُّساكِ
فتعسَّفي ما شئتِ لسْتَ مُصانعاً
فالصُّبحُ يَكمنُ خلفَ عَسفِ دُجاكِ
رد مع الإقتباس