الموضوع
:
ألفونس دي لامارتين Alphonse de Lamartine
عرض مشاركة واحدة
12-31-2010, 08:35 PM
المشاركة
2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8808
المشاركات:
2,577
البحيرة
عندما كتب لامارتين "البحيرة"، كانت حبيبته جولي لا تزال على قيد
الحياة
وإنّما أجبرها مرضها القاتل على ملازمة باريس.
كان الشاعر إذًا وحيداً، في
مكان لقائهما المفضّل
وكان مشهد "بحيرة البورجيه" يبعث في نفسه شعوراً بالحنين
وكذلك صوراً من ذكريات سعادته المهدّدة
-----------------------
هكذا، يُلقى بنا دوما نحو سواحل جديدة
وفي الليل الأزليّ نُؤخذ بدون رجعة
فهل بمقدورنا يوماً، على سطح محيط الدهور
إلقاء المرساة ولو ليوم؟
....
ألا يا بحيرة! ها هو الحول قد دار
وعند الأمواج الحبيبة التيّ كانت من جديد ستراها
اُنظري! ها أنا اليوم جئتُ وحيداً، لأجلس على تلك الصّخرة
الّتي طالما رأيتِها جالسة عليها
!
....
كنتِ تهدرين هكذا تحت هذي الصخور الغائرة
هكذا كنتِ تتحطّمين على جُنوبها الممزّقة
هكذا كانت الريح تلقي بزبد أمواجك
على ساقيها المحبوبتين
....
هل تذكرين ذات مساء؟ كان قاربنا يجري بصمت
ولم يكن يصلنا من هناك.. من بعيد.. فوق الموج وتحت السماوات
غير صخب المجدّفين، وهم يضربون بإيقاع
أمواجك المتناغمة
....
ومن الساحل المفتون، علت فجأة بالأصداء
نَبَرات، لا عهد للأرض بها
فأنصت الموج، ومن الصوت الحبيب
تناثرت الكلمات
:
....
أيا دهر، رويدك! وأنتنّ، أيّتها الساعات الخليلة
قفن
!
لكي ننعم بأجمل أيّامنا
والنّعيم محكوم دوما بالزّوال
!
....
كم من البؤساء في هذي الأرض يستجدونك
أطلق عنانك من أجلهم
خذ مع أيّامهم مآسيهم التي باتت تنهشهم
وانسَ السعداء
....
لكن، عبثا أسأل، من الوقت المزيد
يفلت الزمن منّي.. يفرّ
أقول لهذه اللّيلة: "تمهّلي!" والفجر
سوف يبدّد الدّجى
....
فلنعشق إذًا! فلنعشق! وبالسّاعة الهاربة
هيّا بنا ننعم
!
ليس للإنسان مرفأ، ولا للزّمان ساحل
فعجلة الزمان تدور ونحن نمضي
!
....
ألا أيّها الدهر الحاسد، هل لساعات النشوة
عندما يسقينا الحب السعادةَ بدون حساب
أن تَطيرَ بعيدا عنّا، بسرعةِ
أيّام الشّقاء؟
....
ماذا! ألن يكون بمقدورنا أن نستبقي منها الأثر؟
ماذا! ولّت إلى الأبد؟ ماذا! ضاعت كلّ تلك السّاعات؟
هذا الدهر الّذي أوجدها، هذا الدّهر الّذي يمحيها
أفَلن يعيدها لنا من جديد؟
....
أيّها الأزل، أيّها العدم، أيّها الماضي، أيّتها اللّجج السّحيقة
ماذا ستفعلون بالأيّام التي قد ابتلعتُم؟
تكلّموا! هل ستعيدون لنا تلك النّشَوَات الكبرى
الّتي قد خطفتم؟
....
أيتها البحيرة! أيّتها الصّخور الصمّاء!
أيّتها الكهوف! أيّتها
الغابات الحالكات
!
أنتنّ يا من يرعاكنّ الزمان
بل قد يبعث فيكنّ الشباب
احفظن من هذي اللّيلة
احفظي أيّتها الطبيعة الغنّاء
على الأقلّ، الذكرى
!
....
لِتكن في سكونكِ، لِتكن في عواصفكِ
أيّتها البحيرة الجميلة!
وفي منظر تلاّتك الضاحكات
وفي صنوبركِ الدَّجِيّ، وفي صخورك المتوحّشات
المعلّقات فوق مياهك
!
....
لتكن في هبّات نسماتك المرتعشة
في لغط ضفافكِ وهي تردّده بالأصداء
في ذاك النّجم، الفضيّ جبينه
ينشر ضياءه على سطحك
بلألئه الرّخو
!
....
ولتقلِ الريح المتأوّهة
وليقل القصب المتنهّد
وليقل شذى أريجكِ
وليقل كلّ ما نسمع
وكلّ ما نرى، وكلّ ما نتنفّس
ليقل كلّ الوجود: " لقد أحبّا
!"
ترجمة سعيد محمد الجندوبي
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟
- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
رد مع الإقتباس