عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2010, 05:13 PM
المشاركة 142
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • موجود
افتراضي


المصدر
ديوان نداء الرميم
رقم القصيدة (7)



قَينةُ العاصي



غناؤكِ بتُّ أسمعُه نُواحا
حليفَ السُّهدِ أنتظرُ الصَّباحا

كأنَّ أنينَكِ المجروحَ صوتي
وقلبُكِ ما أراحَ ولا استراحا


فشأنُكِ في الهوى شأني وقِدماً
هوى الأحبابِ أَرْقصنا سَماحا


نُوشِّي اللَّيلَ نزرعُهُ جراحاً
ونلبسُ من مطارفِهِ وِشاحا


ونشربُ في الوَفا سُمَّاً زُعافاً
ويشربُ غيرُنا في الغدرِ راحا


كلانا يُستباحُ بكلِّ عصرٍ
ويغدقُ ما أباحَ ولا استباحا


كلانا نابضٌ قلباً وفكراً
ونابُ الدهرِ يُوسعُه جِراحا


نَئنُّ إلى الصباحِ فإن تَهادى
أضاعَ الشَّامتونَ بنا النُّواحا


* * *

رُويداً قينةَ العاصي رويداً
فوِردكِ لم يعدْ ماءً قُراحا


ونهرُكِ صارَ يزحفُ في تَأنٍّ
جداولُهُ غدتْ ظَمأى شِحاحا


وشاعرُكِ الذي سَحَرَ اللَّيالي
صُداحاً نايُه كَرِهَ الصُّداحا


* * *

ربيعُ العمْرِ قد أمسى خريفاً
ولم يُصِبِ التَّقدمَ والنَّجاحا


يحومُ على شفا حُفَرٍ فيَهوي
كليلَ العزمِ مُضطرباً جَناحا


وطيرُ السَّعدِ نَفَّرهُ غرابٌ
أَبى إلا بمهجتِهِ ارتياحا


* * *

رويدكِ هَدهِدي الآلامَ دُوري
جنانُكِ لم تَعُدْ أبداً فِساحا


وصوتُكِ لم يَعُدْ يُذكي حنيني
ولم يُغْرِ الشقائقَ والأقاحا


رويدكِ .. ما الحياةُ وقد تَقضَّى
زمانُ الحبِّ من عُمْريْ وراحا


وخلَّفَ فيَّ جرحاً ليس يَشفى
على الأيامِ يُوسعُني افتضاحا


إذا ما الشعرُ أَزهرَ من جِراحي
يقولُ الكاشحونَ بَكى وناحا


وإنْ غنَّيتُ لحنَ الحبِّ قالوا
مع الخمسينَ يقتنصُ المِلاحا


تَساوَيْنا بعُرفِ الناسِ نُوحيْ
كشاعرِكِ الذي أَلِفَ النُّواحا