عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2010, 11:46 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فن واحد *



فن الفقدان ليس صعباً تملّكه


بالرغم أن أشياء كثيرة تمتلئ بالمعاني


غير أن خسارتها لن تشكّل كارثة



....



ولتفقد.. كل يوماً شيئاً ما


ولتسلّم وترضى بفوضى مفاتيح الأبواب الضائعة


وقضاء ساعة رتيبة


فن الفقدان ليس صعباً تملّكه



....



من ثم تمرّن فقداناً أبعد، فقداناً أسرع:


لأماكن، وأسماء، وحيث كنت تنوي


أن تسافر


كل ذلك لن يجلب الكارثة



....



لقد فقدت يقظةَ أمي وسهَرها


وانظر! حتى آخر وما يجاور


آخر ثلاثة منازل أحببت رحَل


فن الفقدان ليس صعباً تملّكه



....



لقد فقدت مدينتين جميلتين


لطالما أحببتهما


وأكثر اتساعاً من ذلك


فقدت عوالم كنت أمتلكها


قارّة ونهرين


كم اشتقت لكل ذلك


ولكن.. لم تقع الكارثة



....



حتى وإن فقدت ذاتك


(بحّة ضحكتك، وإيماءتك


المحببة عندما تكذب)


من الواضح


أن فن الفقدان ليس من الصعب مطلقاً تملّكه


بالرغم أن ذلك يبدو وكأنه (ولتكتب ذلك!) تماماً كالكارثة






*Elizabeth Bishop, “One Art” from The Complete Poems 1926-1979 Copyright © 1979, 1983 by Alice Helen Methfessel




ترجمة د. شريف بُقنه

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)