عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2010, 11:41 AM
المشاركة 28
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فَهَلْ أضَعْتُ بِجَيْبِ الوَقْتِ بَوْصَلَتِي
إنِّي لَأطلُبُ آثَارِي وألْتَمِـــــــــــسُ



في هذا البيت يتساءل الشاعر وهو ما يزال يناجي نفسه طبعا...ما الذي جعله في مثل تلك الحالة من الضياع، والتيه وفقدان الاتجاه وعدم الوضوح في الرؤيا؟

ولا شك أن هذا التساؤل هو احد أصوات ذلك الجرس الخفي الذي كان الشاعر يسمعه في داخله...وهو يطرح على نفسه هذا السؤال الاستنكاري طبعا ...فيسأل ما الذي جعله في مثل تلك الحالة النفسية؟ التي أصابه فنتج عنها زخات من الأفكار وكأنها المطر؟ وما الذي جعل صدره مثل بوتقة تنصهر فيها الأحاسيس؟..وما الذي جعله في مثل هذه المتاهة فصار كمثل مركب في بحر مائج هائج تتقاذفه الأمواج؟ وهو نفس الشعور الذي دفعه للتساؤل أين الوميض؟ وأين السبيل؟ الخ..

من هنا يأتي هذا السؤال الاستنكاري في هذا البيت (فَهَلْ أضَعْتُ بِجَيْبِ الوَقْتِ بَوْصَلَتِي ) ..وكأنه رد على تلك التساؤلات ..وكأن الشاعر يقول..هل حدث كل ذلك لأنني أضعت بوصلتي في جيب الوقت؟ أي بسبب عدم انتباهي لأهمية الوقت؟ وعدم استثماره بصورة صحيحة؟ حيث جعل الشاعر الغفلة عن الاستثمار الصحيح للوقت وكأنه بمثابة إضاعة للبوصلة وهي الأداة التي ترشد البحار أو المسافر ليسلك الاتجاه الصحيح.....

فنجد الشاعر هنا يساءل نفسه طبعا ...هل ذلك هو الذي افقدني الاتجاه الصحيح فصار له ما صار وصفه الشاعر في الابيات السابقة باقتدار حيث بين انه كان وكأنه يهرول في كل الاتجاهات، ويدور حول نفسه، ووجد الطريق طويل ومتشعب ...

ولا بد من التذكير بأن السفر الذي يتحدث عنه الشاعر هو سفر رمزي يمثل رحلة العمر وسعيه من اجل تحقيق أهدافه وما حققه من أهداف سعى إليها وما عجز عن تحقيقه من تلك الأهداف...

بينما يشير الشاعر في الشطر الثاني من البيت (إنِّي لَأطلُبُ آثَارِي وألْتَمِـــــــــــسُ) بأنه وحيث حدث ما حدث وحيث أصبح في مثل تلك الحالة فأنه اخذ يراجع نفسه ويدقق في الذي جرى لمعرفه ما الذي حدث تحديدا...فهو يلتمس أسباب ما حدث في مراجعة للنفس....ربما؟

يتبع ،،


وَما بَرِحْتُ مَكانِي قَيْدَ أُنْمُلَـــــــــــةٍ
وَما شَهِدْتُ زَمَانِي وَهْوَ يَنْتَكِـــــسُ