عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2010, 12:29 AM
المشاركة 445
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
علي سيد سليمان الرفاعي

خدم هذا الرجل وطنه بصمت، وقدم له الكثير من جهده ودأبه، وكان حريصاً على المشاركة في كل عمل كريم يتداعى إليه أبناء الكويت، ويتكاتفون من أجل إنجازه خدمة لوطنهم كما هي العادة بينهم..

ولد السيد علي السيد سليمان في سنة 1310هـ وهي توافق سنة 1892م، ونشأ في بيت علم وتقوى، وكان وحيد أبويه، ولكنه لم يستمتع بوجود والده حوله لأن الوالد توفي مبكراً في سنة 1315هـ التي توافق 1897م..

عاش السيد علي يتيماً ترعاه أمه، ولكن الأم توفيت بعد ذلك بست سنين، وهكذا صار الولد يتيما من جهة الأب ثم من جهة الأم. وقد وجد الرعاية بعد ذلك في منزل خاله السيد ابراهيم المضف حيث أقام وواصل حياته..

بدأ السيد علي دراسته في الكتاتيب التي كانت قائمة في وقت بداية طلبه للعلم، وكانت تلبي كل ما يحتاج إليه فتى وجد في نفسه الرغبة في خوض مجال التجارة كما يجده أمام عينه من خاله وغيره من التجار. وعندما أنهى دراسته تطلع إليه الخال فوجد فيه نجابة وعلو همة ورغبة في العمل التجاري فأمده بمبلغ بسيط يستطيع أن يباشر به تنفيذ ما يرغب فيه من عمل. ويقال إنه اقترض مبلغا آخر من قريب له هو السيد ياسين الرفاعي إضافة إلى المبلغ السابق وانطلق إلى السوق، وقد وفقه الله تعالى كما سوف نرى فيما سوف يأتي من حديث..


والد السيد علي هو السيد سليمان الرفاعي، وكان على الرغم من قصر فترة حياته من الذين تركوا أثرا طيبا في الكويت يتمثل في تلامذته الذين درسوا عنده، فقد كان معلما درس على يديه عدد من هؤلاء واستفادوا من علمه وخبراته.
ولن أتحدث عنه هنا إلا بما تكرم به عليَّ أخي السيد محمد السيد علي حفيد السيد سليمان، حيث كتب لي نبذة عن جده هذا فحواها:


«
السيد سليمان بن السيد علي، ولد رحمه الله في منتصف القرن التاسع عشر في منطقة الشرق.. والده رحمه الله كان فقيرا ولكنه صاحب دين ويتكسب من أعمال تجارية بسيطة إضافة الى ما يحصل عليه من أوقاف السادة في الأحساء والعراق وأمه من آل المضف، توفي والده وهو صغير السن وترعرع في أحضان أخواله ثم سعى لطلب العلم في منطقة الأحساء وكان بها في محل الحفاوة لصلاحه واجتهاده في طلب العلم.. استوعب في الأحساء في مدة وجيزة الكثير من العلوم الدينية خاصة في مجال الفقه.. عاد بعدها إلى الكويت وعمل إماما في مسجد المضف في منطقة الشرق إضافة الى شروعه في التعليم وحصل على إقبال كبير من أبناء العائلات الكويتية.. غير أن المنية عاجلته في سن مبكرة وهو في السادسة والثلاثين من العمر حيث انقطعت أعماله الجليلة، وقد توفي عن ولد واحد هو السيد علي بن السيد سليمان.