عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2010, 12:22 AM
المشاركة 437
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
صياف الحربي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


صفحة المسودة (غير مراجعة)اذهب إلى: تصفح, البحث
صياف بن عواد الحربي (16 أغسطس 1939 - 24مارس 2007) هو الشاعر الأسطورة وشيخ المدينة وضلع طويق وشاعر الخليج اسم غني عنالتعريف، فهو نجم لامع في سماء شعر الرد، وعلم بارز على الساحة الشعبية، عرفته "حلبات المحاورة" منذ أكثر من أربعين عاماً حتى أصبح قمة من قممها، وفحل من فحولهاالقلائل، لا يعجزه طاروق ولا يغلبه معنى، حاضر الذهن، متقد الذكاء، وضعه كثير منمتابعي فن المحاورة على رأس قائمة شعرائها بدون تردد.

نسبه
هو صياف بن عواد بن شميلانالحربي، من فرع آل محيمد من السحمان أحد فروع قبيلة عوف المشهورة من مسروح منحرب.

له عدد من الأبناء أكبرهم (مفلح) وهو ما كان يكنى به، من أبناءه الشاعرفلاح وقد سار على نهج أبيه في الشعر.

نشأته
ولد في وادي النقيعالذي يحتضنه جبل "ادقس" التاريخي المسمى بـ"جبل عوف الأخضر" بمنطقة وادي الفرعالواقعة إلى الجنوب من المدينة المنورة في 16 أغسطس 1939 الموافق 1 رجب 1358. عاشالشاعر صياف في كنف والده ورعايته الخاصة، حيث توفيت والدته وهو طفل صغير.
وقد كانأبوه صاحب إبل وأغنام يتنقل بها في مراتع البادية ثم يعود أحياناً لمزرعته التي تقعفي وادي النقيع ليحصد محاصيلها ويبيعها في أسواق المدينة، حيث كانت هذه المزرعةتسقى بطريقة "البعل" أي على مياه الأمطار. وقد كان صياف يرافق والده في هذهالرحلات. ويجلس معه في مجالس القرية، ويحضر معه محافل الشعراء وتسامرهم فيالمناسبات الاجتماعية، حيث كان والده يعشق الشعر ويحفظه، لكنه لا يقرضه. وقد أثرتتلك المسامرات ومخالطة الشعراء في نفس الطفل الصغير صياف فأخذ يصغي لها ويحفظأبياتاً يرددها مع والده بعد نهاية الحفل، ويحاول تقليد شخصيات الشعراء والقائهمللقصايد، فكان يعجب السامعين ويطربهم، لكنه الاعجاب المغلف بالشفقة والعطف على هذاالطفل اليتيم. فيطلبون منه ترديد بعض القصايد ويشجعونه ويصفقون له.

شـعــره: وقد بدأ تجربته الشعرية وبخاصة شعر المحاورة من سنة 1961 م (1382) هـ حيث كان يحضرالحفلات التي تقام في المدينة المنورة، وفي 1/4/1384هـ الموافق 9 أغسطس 1964 التحقفي خدمة بلاده في قطاع الحرس الوطني بالرياض، وقد أتيحت له الفرصة للإختلاط بشعراءالمحاورة أمثال المعنى البقمي الذي كان مشهوراً في المنطقة وغيره من الشعراء، وبعدذلك انتقل إلى منطقة نجران، وهناك تعرّف على بعض الشعراء مثل الشاعر فيصل العتيبـي. وإلى جانب ذلك تعرف على شعراء المنطقة الجنوبية ليضيف لثقافته الشعرية ألواناً منالفنون الجنوبية الصعبة التي أفادته كثيراً، بعد ذلك انتقل إلى مدينة جدة في عام 1389هـ الموافق 1969، واستقر بها ليحل شاعراً جديداً على حلبات المحاورة في منطقةالحجاز التي تعد مهد هذا الفن وتعج مدنها وقراها بمقارعات الشعراء ومنتدياتهمأمثال: عبد الله المسعودي، ومحمد الجبرتي، ومحمد بن تويم، ومطلق الثبيتـي رحمهمالله، ومعيض العجي ومستور العصيمي وغيرهم، وقد لمع نجمه بينهم ليحتل مكانته الكبيرةبشهادتهم فيشار إليه بالبنان. لكنه عرف على مستوى المملكة والخليج منذ عام 1397هـالموافق 1977 بعد اشتراكه في حفل التراث الذي أقامته جامعة الرياض "الملك سعودحالياً" مع مجموعة من شعراء المحاورة، منهم أحمد الناصر وخلف بن هذال العتيبيومستور العصيمي مطلق الثبيتي وعبدالله المسعودي وجار الله السواط ومحمد بن تويمومحمد الجبرتي وقد برز صياف الحربي تلك الليلة بروزاً مشهوداً عـَرّفه بالجمهوربشكل جيد ومال الشعراء الكبار للعب معه. يقول صياف عن نفسه: (أحسست بالشعر قبل أنأتلفظ به حينما كنت صغيراً، فتقليد الشعراء وحفظ أشعارهم مهـَّد لدي طريق صنعالبيت، أما المعنى فكان صعب المنال في البداية، وقد كنت أمارس هذه الهواية بينأقراني في المساء عندما نتسامر). بدأ صياف اثبات ذاته الشعرية حينما امتحنه شاعـركبير من اقربائه يدعى "مهـَيـْل بن سهو السحيمي" كان من أشهر شعراء القبيلة آنذاك،سمع بخبر شاعرية صياف فأراد تأكيدها فوّجه إليه بيتاً على طرق المحاورة في مجلسوالد صياف الذي لم يعرف أن ولده يقول الشعر، وقد كان الحاضرون من كبار السن منجماعته، لكن صيافاً قد أحس بالحرج خصوصاً وهو صغير بين كبار ينتظرون منه رداً بحجمعقلية وخبرة شاعرهم "مهـَيـْل". يقول صياف: (سكت خجلاً لكن الرد قد حضر مبكراً وقدانتظرت الفرصة وعندما خفـَت ضوء النار في المجلس الذي كان هو مصدر الإضاءة حينذاكفقلت للشاعر: اسمع الرد. وبعدما انتهيت نظر لوالدي باعجاب وقال إن ابنك صياف سوفيكون شاعراً مقتدراً). تفجرت موهبته شعراً قوياً في بدايته فكان سريع الرد قوياً فيمعانيه وعباراته وقد بارز سبعة شعراء في وقت واحد ورد عليهم وباقتدار مما لفت انظارجمهوره فأخذ يتابعه.



أبرز مواقفه
يقول صياف: (في بدايتيالشعرية كنت في أحد الملاعب ألعب مع شاعرين في وقت واحد، ولما سمع الجبرتي بذلكقال: اتركوا لي هذا الشاعر، وكان يسرع في الرد ويركض بين الصفوف كركض الحصان،وعندما يكمل البيتين أرد عليه ببيتيـن في وقت واحد وعندما انتصف القاف "المحاورة" كان ينتظر أن تقل سرعة الرد عندي وهو يستمر على سرعته، لكنه وجد العكس، فقالللشعراء الذين كانوا يلعبون معي: العبوا معه هذا مجنون!!، وحينها شعرت أن معنوياتيقد ارتفعت لأن هذا القول جاء من شاعر ذي مكانة، فقد كان أقوى شعراء المنطقة في ذلكالوقت). وفي موقف آخر يقول صياف: (حضرت حفلة كبيرة في منطقة الطائف يحييها عدد منالشعراء المعروفين آنذاك، مثل عبد الله المسعودي والشاعر أبو ناب الزبيدي الحربيوجار الله السواط وغيرهم، ولم أكن معروفاً لدى حضور هذه الحفلة من شعراء وجماهير،وقد قامت محاورة بين عبد الله المسعودي وأبو ناب الحربي، وقد رأيت المسعودي قد تفوقعلى الشاعر الحربي فانتخيت له وطلبت الرد على المسعودي، فأعطاني الدور ورديت، فنظرإليّ الشاعر عبد الله المسعودي مستنكراً أياي وقال مغيراً الطاروق:
طبّه طبيبهأَلاَ يا ما أكبر الطبّه *** فك النّشب يا عريفٍ تعرفه فكّه

فرديتبسرعة:
شبّه شبيبه ألاَ ياما أحسن الشبّـه *** حكّه في رَجْلٍ عضب ما يحملالحكّه

فأعجب المسعودي بسرعة الرد مني وصياغته، ومن ثم طلب اللعب معي وقدبرزت نداً قوياً له.

مميزاته
امتاز شعر صياف بسلاسة العبارة المقترنة بقوة المعنى، ومشهود له بحسن الرد، فلم يضعف رده أبداً منذ بدايته حتى هذا اليوم، ولا يتأثر بشخصية خصمه بل عرف عنه أنه يقوى إذا وقف أمامه شاعر كبير وقد حاور صياف العديد من الشعراء مثل حبيب العازمي ومطلق الثبيتي ووفيصل الرياحي رشيد بن عابد. تعليمه وثقافته: بعد التحاقه بالحرس الوطني واصل صياف دراسته، حيث كان يتمنى الجمع بين الشعر والتعليم حتى وصل المرحلة المتوسطة، لكنه انقطع عن الدراسة بسبب ظروف عمله وولعه بالشعر وانشغاله بمتابعة أمسياته، لكنه استفاد بمتابعة الشعر والشعراء وحبه الاطلاع على ما يقع بين يديه من كتب مما انعكس على شخصيته فعرف عنه قوة الألفاظ ورصانة العبارة، كلماته منتقاة وهو ذكي لماح وصاحب خاطر جريء، ولا يتميز صياف الحربي بموهبته الشعرية فقط، لكنه يتميز بدماثة أخلاقه وهدوئه الملحوظ أثناء المحاورة، فلا ينفعل بسرعة ولا يميل إلى المهاترات، فأصالة الأدب تكمن في روحه ولا يحب اللغو في القول. وهذه الصفات والمزايا لا تتوفر إلاّ في الشاعر الذي يثق في موهبته ويحترم نفسه ويحترم الآخرين مما جعله يحظى بعلاقات طيبة مع زملائه الشعراء ومزيد من الاعجاب والتقدير من الجميع.