الموضوع
:
مدارات التصوف والشعر في الثقافة العربية الإسلامية
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
1
المشاهدات
5245
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
المشاركات
2,945
+
التقييم
0.53
تاريخ التسجيل
Mar 2010
الاقامة
رقم العضوية
8997
12-27-2010, 07:41 PM
المشاركة
1
12-27-2010, 07:41 PM
المشاركة
1
Tweet
مدارات التصوف والشعر في الثقافة العربية الإسلامية
يشكّل التصوف الإسلامي الذي بدأت أولى بوادره في الظهور في القرن الأول للهجرة , ليبلغ أشدّه في القرون
الثلاثة اللاحقة , الحلقة الأكثر غموضا ً والأكثر إثارة للجدل , إن على المستوى العقائدي , أو على المستوى
العملي , أو على المستوى الفلسفي المحض , أو حتى على المستوى الفني ( ممثلا ً في المتْنَيْن الشعري والنثري
على السواء ) . ويمكن أن يشار إلى التصوف دائما ً على أنه الطريق الذي سلكه الفرد فإنه لن يرجع عنه أبدا ً
( من وصل لم يرجع ) وهذا الذهاب بلا عودة هو ما يثير جمهرة الأسئلة المرتبطة بمعنى التصوّف وغايته
وأسراره واصطلاحاته وشطحاته .. إلخ , إنه ذلك العلم الغريب والمنهج المتلبس بالغموض والسرّية , من تجرأ
من سالكيه على الكلام - بالشعر أو بغير الشعر - كان نصيبه على الدوام سوء الفهم وسوء المنقلب , فيتُهم بالزندقة
والكفر , وقد يُقتل أو يُصلب أو يُنفى من الأرض , لذا ذهب إلى وجوب الصمت وحكمة ( ما كل ما يُعرف يُقال )
أساطين التصوّف كالشبّلِي مثلا ً , حين أشار إلى مجاهدات الطريق وأسراره وكراماته باللفظ الرمزي
والمصطلح , وليس بالتعبير العادي المباشر , لالتباس الحال نفسها من جهة , ولتجنّب فهم العوّام القاصر عادة
عن بلوغ الأرب من الكلام لفظا ً ومعنى ً .
ونحن أولاء في هذا الموضوع الذي نعقده للحديث عن التصوف , نريد أن نجلّي ما أمكن من تاريخه ومصطلحه
وأيديولوجيته , وجهازه المعرفي , لا سيما وأنه علم زاخر يجمع علوما ً شتى كعلوم القرآن والحديث والفقه
والشريعة والأصول والعقائد وعلم الكلام والأدب والبلاغة وعلم النفس والطبائع وغيرها من المعارف ..
إنه علم العلوم ومنتهى الإدراك , وكفى به وصفا ً يدلّل على صعوبته ما يقول عنه أصحابه من أنه علم لدُّني
لا يصل إليه الإنسان بمحض تحصيل وتنقيب , بل بمحض توفيق وتوقيف .
وللحديث بقية إن شاء الله ...
رد مع الإقتباس