عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2010, 11:43 PM
المشاركة 3
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أن أكون مدرسا أو ...لا أكون
كثيرة هي أسئلة تلامذتي حول الدراسة وطرق التدريس و المناهج التربوية ، حتى إني لأعجز عن تذكرها كلها و أجد حرجا في الإجابة عن بعضها . لكني لن أنسى ما قاله لي يوما أحد النجباء الصامتين دوما حين اطلع على بعض مقالاتي و قصصي ببعض الجرائد أنتقد فيها تصرفات بعض المدرسين الغير مسؤولة :
- إني لأعجب يا أستاذ من تحاملك على الأساتذة ، و أنت واحد منهم .
في ملاحظة تلميذي جواب عن سؤال . أي أني لا أستطيع التحامل على مدرسين و أنا أنتمي إلى إليهم . وفي هذه الحالة ، لا يمكن تسمية نقد أو ملاحظة .. تحاملا .
لم أثر هذا الموضوع مجددا مع تلامذتي رغم ما استشفت في عيونهم من لهفة لسماع الجواب عن سؤال زميلهم ، لأني وببساطة آنف أن يخوضوا في حديث يمس المدرس و أنا أعلم باندفاعهم وما يحدث في بعض الأسر من شحن لقلوبهم البريئة . لكنهم تمكنوا من الاطلاع على مقال لخصت فيه رأيي بوضوح وقلت :
1- إني أرثي لمدرس يفتقر إلى أدنى أساليب التدريس ، ناهيك عن أسباب العيش الرغيد . ويتقبل على مضض كل تعيين مجحف أو نقل جائر تعسفي إلى أقصى البقاع حيث يفتقد كل شيء وينزل الشخص فيها إلى دون مرتبة الإنسان . و يتحمل بصبر نزوات المخططين و أساليبهم في المكر و الخداع المنبعث من مكاتب غارقة في بحار الكسل و الغيبة و النميمة و الدسيسة . و يجاهد في صمت تجاهل الآخرين لحقوقه و اكتفائهم بإحصاء هفواته و عدد تغيباته و تأخراته و شواهده الطبية .
2- و أستهجن كل متطفل على حقل التربية والتعليم ، ليكشف عن مطامعه ويستغل براءة الصغار ، غير مميز بين غني وفقير . فيلزم البعض بالأتاوات ، والبعض الآخر بالساعات الخصوصية ، فينال الحظوة من ينالها و يستسلم الباقي لمصيره . و أستنكر من يفرغ عقده المكبوتة على زهرات بريئة . و أرثي لمن يساهم –عن وعي أو غير وعي – في التفرقة بين المدرسين ، حتى صرنا نخشى أن يكون لكل مدرس حزبه ونقابته.
لم أسأل تلامذتي عن رأيهم ، لكني فوجئت بهم – و أحد الظرفاء يذكرني باطلاعهم على المقال – صامتين وفي أعينهم شيء من التقدير والإكبار .. أردت أن أبدد الصمت الذي ران على الفصل لكن... دق الجرس!