الموضوع
:
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
12-26-2010, 10:57 PM
المشاركة
430
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
دين كونتز
حين كان ستيفن كينجلا يزال طفلاً خرج والده ليبتاع سجائر و لم يعد أبدًا .. هكذا أصبح ستيفن كينج أشهركتّاب الرعب في العالم على الإطلاق ذو قصة مأساوية ,
وطفولة حرم فيها من أبيه , لكنه مقارنة بكاتبنا اليوم( دين كونتز ) يعدّ محظوظًا نوعًا ..
فإذا اعتبرنا ستيفن كينج هو سيد الرعب , فـ ( دين كونتز ) سيد التشويق عاش طفولة مريرة , ذاق فيها الفقر في أشنع صوره , و الأسوأ أنه عاش مع والده مدمن الكحول الذي أحال حياة أسرته جحيمًا لا نهاية له ..
و لأن طفولة كهذه لا تخرج إلا منحرفًا , أو شخصًا
يفعل كل ما في وسعه
للهرب من هذه الحياة , قضى
( كونتز )
طفولته كلها يدرس بمثابرة غير طبيعية , حتى ألحق نفسه بجامعة ( شيبنسبرج ) و أثبت فيها أنه من الطلبة القلائل الذين سيحظون بمستقبل باهر , حتى تخرج منها عام 1967 , ليعمل مدرسًا للغة الإنجليزية في مدرسة ( ميتشيجان ) الثانوية , و هو عمل لم يحبه
( كونتز )
قط ..
يكفي أن تعرف أن جزء من عمله كان
مساعدة الأطفال الفقراء , و أن من سبقه في هذا العمل تعرض للضرب المبرح من هؤلاء الأطفال , و قضى بسببهم عدة أسابيع في المستشفى
..
لكنه لم يكن يملك خيارًا , فواصل حياته المريرة , حتى قررت زوجته أن
تقدم له عرضًا خاصًا
..
لقد أخبرته أنها ستعمل و تنفق
عليه لمدة خمس سنوات يتفرغ هو فيها للكتابة , و أخبرته أنه إن لم يتمكن خلال خمس سنوات من النجاح في عالم الأدب , فلن ينجح أبدًا
..
و
هكذا بدأ
( دين كونتز )
في قضاء وقت فراغه في العمل في كتابة القصص , حتى خرجت أولى رواياته
( Star Quest)
و هي رواية خيال علمي , حظيت بنجاح مقبول و دفعت
( كونتز )
لكتابة اثنى عشر رواية خيال علمي حتى صنف أنه كاتب خيال علمي ..
لكن هذا لم يرضيه , فقرر تجربة نفسه في
روايات التشويق التي تحمل مسحة لا بأس بها من الرعب , ليحذره الناشرين من أن هذه النقلة النوعية في كتاباته قد تصيب قراءه بالإرتباك , و أنه من الأفضل له أن يتفرغ لروايات الخيال العلمي
..
بالطبع لم يحتمل
( دين كونتز )
العمل بهذه النصيحى , فقرر نشر رواياته بأسماء مستعارة عديدة , لعل من أشهرها ( جون هيل ) و ( براين كوفي ) و ( ديفيد آكستون ) , حتى سأم أن تحظى أسماء وهمية بنجاحه , لينشر واحدة من أهم رواياته , و هي رواية
( همسات Whispers )
باسمه , لتصل إلى قمة المبيعات عام 1980 ..
و من هنا لم يتوقف نجاحه , بل وصلت 23 رواية أخرى
له إلى قمة المبيعات , و أصبح
( دين كونتز )
واحد من أهم و أشهر الكتاب الأمريكين , و أكثرهم غزارة .. يكفي أن الخمس سنوات التي منحتها له زوجته لم تمر , حتى استقالت هي من العمل , ليعيش الإثنان من أرباح كتبه التي لم تتوقف حتى لحظة كتابة هذه السطور ..
و وصف ( أكثرهم غزارة ) يستحقه بلا جدال , فالرجل له 82 رواية منشورة
و اثنان تحت الطبع من المتوقع أن ينشرا خلال هذا العام , و هذه الملاحظة لم يخل لقاء معه دون أن يسأل عنها , و إن كانت غزارته هذه قد أثرت على مستواه ,ليجيب عنها في هدوء , أن مستواه متروك للقاريء و المبيعات المتزايدة كل مرة , و أن غزارته هذه لم تنقل لنا سوى عشر الأفكار التي في رأسه , لدرجة أن الشيء الوحيد الذي يندم عليه هو أنه لم يكتب أكثر
!
لاحظ أيضًا أن رقم 82 رواية لا
يشمل روايات الأطفال و لا كتب الدراسات أو المقالات أو الأشعار التي كتبها , فالرجل لم يترك مجالاً لميكتب فيه , و بالطبع لم يجد مشقة في الوصول إلى عالم السينما
, تمامًا كما حدث ما ستيفن كينج ..
لكن ليست كل
الروايات الجيدة تصلح للسينما , بل إن
( كونتز )
اعترف أكثر من مرة أنه غير راض تمامًا عن الأفلام التي أخذت من رواياته , لدرجة أن قرر أن يتم أي فيلم مأخوذ عن أعماله تحت إشرافه و إما فلا ..
و لشدة نجاحه و أهميته كتبت دراسات عديدة ع
أدب كونتز , تحاول تفسير نجاحه الغير طبيعي , ليتلخص الأمر في نقطتين
..
قدرته على صنع إيقاع سريع مليء بالمفاجآت التي
ترغم القاريء على التهام صفحاته
..
و قدرته على صنع
شخصيات شديدة الخصوصية و الكثافة , و الأه مثيرة للإهتمام , بحيث يرتبط بها القاريء فعليًا , و يتابع ما يحدث لها أيًا ما كان
..
و على
الرغم من طفولته المريعة إلا أغلب روايات
( كونتز )
تتحدث دائمًا عن الأسر السعيدة , و الآباء الذين على استعداد تام للتضحية بأي شيء من أجل أطفالهم , كأنه حاول أن يعيش في رواياته تلك , كل ما لم يعشه على أرض الواقع .
----
قد لا يكون يتم ولكنه عاش حياة يتم وقد تمت اضافته للمقارنة بينه وبين التالي.
رد مع الإقتباس