عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2010, 10:55 PM
المشاركة 428
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
عبد الهادي كامل

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
"أي قلب كقلوب الشعراء؟" قلب ينبض حباً وإحساس، فيملأ الجسد بالحياة.. أي إنسان مثل الشعراء؟ فبأقلامهم المبدعة، وبقلوبهم المرهفة، وبكلماتهم المعبرة.. سُطرت أسمائهم وبحروف من ذهب على صفحة من كتاب التاريخ العميق.. استطاعوا أن يحلقوا في السماء بأفكارهم المنيرة، وبمشاعرهم الصادقة.. كتبوا الحياة بأكملها قصيدة على صفحة بيضاء في قلوبهم، ورددوها أغنيةً في كل صباح.. فلمعوا نجمة في الفضاء الواسع، فاهتدى بها السائرون في دياجي الظلام على مدى العصور.
إنهم الشعراء، كومة من المشاعر والأفكار، يرسمون الحياة لوحة بكلماتهم، فيعجب بها الناظرون، نقرأ قصائدهم، فتأخذنا إلى عالم صُنع من الكلمات والحروف، فتعطينا عظة من الماضي، وجمالاً للحاضر، وشوقاً للمستقبل.
طفولته
في قرية سبسطية، إحدى قرى مدينة نابلس في فلسطين، حيث المناظر الخلابة والطبيعة الهادئة الحالمة بالآمال العريضة. ولد الشاعر عبد الهادي كامل الحاج سنة 1908 م، وعلى أرضها، وفي جوها، درج ونشأ مع أسرة أعطتها ظروف الحياة بعض السعة في العيش، وترعرع في بيئتها الطبيعية يرى شمسها تشرق وتغيب ويلعب في أزقتها ويمرح في وديامها ووهادها. وفي مدرستها الابتدائية انطلق في طريق تحصيله العلمي. ثم رحل إلى مدينة نابلس حيث تابع في المدرسة الصلاحية دراسته إلى أن أنهى المرحلة الثانوية ز لكن بعض الظروف الطارئة حالت بينه وبين إكمال تحصيله الجامعي والعالي. رحلته مع الحياة ومن خلال تطلعه إلى حياة علمية واسعة المجال، عريضة الدرب، التحق بسلك البوليس الفلسطيني حيث عمل في خقل اللاسلكي، فتابع من خلال عمله دراسته الأكادمية في هندسة الاسلكي واستمر يتدرج حتى ارتقى إلى رتبة مفتش لغاية سنة 1948م سنة انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين. وخلال عمله في سلك البوليس الفلسطيني لم ينقطع عن متابعة تحصيله العلمي ودراسته الخاصة بدرس اللغتين العربية والإنكليزية وبرع فيهما وأتقن اللغة العبرية التي تعلمها في مدرسة ليلية، ثم عكف على تعلم اللغة الألمانية فأتقنها.
بعد انتهاء عمله في سلك البوليس الفلسطيني عمت فلسطين الاضطرابات والقلاقل فاضطر مثله من مثل غيره من أبناء جيله إلى الرحيل عن فلسطين، فتوجه بعائلته إلى دمشق، حيث عمل أولاً في هيئة الصليب الأحمر، ثم التحق بعد ذلك للعمل في هيئة الأمم المتحدة (وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين) بوظيفة مفتش، ثم أصبح مديراً لمنطقة دمشق كلها واستمر حتى أحيل عن التقاعد عام 1972م. ومن دمشق انتقل للاستقرار في عمان في المملكة الأردنية الهاشمية، وظل ملتزماً بيته فيها حتى توفاه الله يوم الخميس 28/11/1996م.
وكان، اجتماعياً بطبعه، محباً للخير، يطبق في تعامله مع الآخرين القيم الإجتماعية والمثل العليا التي كان يؤمن بها ويعمل لها، وكان صديقاً لمعظم الشعراء الفلسطينين كالمرحوم ابراهيم طوقان، والمرحوم عبد الرحيم محمود، والمرحوم علي السرطاوي، والمرحوم عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) والمرحوم محمد العدناني، وبرهان الدين العبوشي، ولعدد غير قليل من رجال الفكر والعلم والأدب على ساحة العلم العربي كله.
رحلته مع الشعر
ليس بعيداً عن الصواب أن نقول إن رحلة عبد الهادي كامل مع الشعر بدأت عندما كان صبياً صغيراً تلتهم عيناه ما تريانه من الجمال في بيئته القروية، وتحفظ ذاكرته كل ما كان يسمعه، وتعي نفسه كل مناحي الطبيعة حوله.
فقد مر طفلاً بتجربة فقدان والدته التي حُرم حنانها ودفء صدرها وعطفها بوفاتها ورحيلها عن عالمه.
لكن القدر الذي أخذ من عالمه ما يحتاج إليه كل طفل من رعاية وعطف عوضه عن ذلك بجدته لأبيه التي تعهدته ورعته. فكانت تغني له الأشعار والقصائد والأغاني الشعبية، الدافئة المعنى، الرائة النغمة، الرقيقة الكلمة، ما يهدئ نفسه ويستدعيها إلى أن ينتقل إل السكون والنوم. كان النغم الهادئ الحنون، والصوت الرقيق العطوف، والكلمة الناعمة الجميلة، كلها عوامل هيأت وجدانه، وأعماق مشاعره للارتباط بعالم جمال الشعر الذي كان ينقله إلى أجوائه تعهُدُ جدته له بالعطف والحنان.
وعندما بدأت ملرحلة وعيه ما حوله، وادراكه معاني ومجالي الجمال في قريته، وروعة الطبيعة في سهولها ووديانها وجبالها، من شمس تشرق صباحاً وتغرب مساءاً، وسماء تتلألأ نجومها وقمرها ليلاً، أخذ يتملى كل ذلك وينزرع في أعماق نفسه، فمال إلى الصمت والتأمل، فكان يسرح بفكره ساهياً عما حوله، ولم يكن أحد يدري أن هذا الاستغراق والتأمل كانا البذرة الأولى التي غرست الشعر في نفسه ووجدانه، وأن هذا الفتى اليافع، المنطلق إلى الحياة، سيصبح يوماً من الشعراء الذين سيتركون وراءهم من التراث ما يخلدهم.
وفاته
يوم الخميس - 28/11/1996م، توفي الشاعر عبد الهادي كامل في العاصمة عمان في المملكة الأردنية الهاشمية، بعد أن ترك ثروة من إنتاجه الشعري الحديث الذي تناول مختلف مجالات الحياة الوطنية والاجتماعية والإنسانية. كان عبد الهادي كامل من الناس الذين يمضون إلى أقدارهم، من البداية إلى النهاية مدفوعين بما لا يقاوم من مشاعر وعواطف وأحاسيس تستغرقهم فتشكل حياتهم، سعادة وشقاء، حباً وكرهاً، خوفاً وأمناً، قلقاً واستقراراً، صحةً ومرضاً، وكل أطياف الحياة التي هي أجمل وأغنى تجربة يخوضها الإنسان من المهد إلى اللحد.
هكذا كان عبد الهادي كامل،، تجربة رائعة للحياة، بدأت طفلاً تتفتح مداركه وتتسع آفاقه وتتعمق بتجاربه اتنتهي بتركة خلفها ورائه وهي ديوانه الشعري.
بعض الجوائز
· الجائزة الأولى في مسابقة شعرية من قبل هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، حيث تقدم بقصيدة عنوانها "الوحدة العربية" عام 1942م.
· الجائزة الأولى في مسابقة شعرية في سوريا بقصيدته "الأم".
· الجائزة الثانية في مسابقة نظمتها الإذاعة الفلسطينية عن قصيدته "صلاح الدين الأيوبي".
وامتدت آفاق شعره إلى مجالات الشعر الإنجليزي حيث ترجم إلى الشعر العربي بعض القصائد، كما كتب مسرحية تم تمثيلها في بعض المدارس، إضافة إلى العديد من وزارات التربية والتعليم العربية أدخلت في مناهجها لمختلف المراحل العديد من قصائده.
بعض الصحف والمجلات التي نشر فيه إنتاجه
1. مجلة الرسالة-مصر
2. قافلة الزيت-السعودية
3. رسالة المعلم-الأردن
4. مجلة العربي-الكويت
5. المستمع العربي-إذاعة لندن
6. المهماز-حيفا، فلسطين
7. صوت الشعب-بيت لحم، فلسطين
8. الأديب-بيروت، لبنان
9. أفكار-الأردن
10. الثقافة- سورية
11. النهضة- الكويت
12. الثقافة-الجزائر
وغيرها من المجلات والصحف اليومية.
بعض المراجع التي كتبت عن الشاعر
1. كتاب "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين" صدر في عمان 1979.
2. كتاب" أعلام من أرض السلام " صدر في حيفا للأستاذ عرفان أبي أحمد.
3. كتاب عن الشاعر عبد الرحيم محمود للدكتور نافع عبد الله، جمعية بير الزيت.
4. كتاب "شعراء حيفا" للمرحوم الدكتور قسطندي الخوري، حيفا.
5. كتاب "شعراء نابلس" للمرحوم إحسان النمر ضمن كتابه عن تاريخ جبل نابلس.
6. صحيفة "الرأي العام" الكويتية العدد/ 6941 تاريخ 15/3/1983م.