الموضوع
:
الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
عرض مشاركة واحدة
12-26-2010, 06:46 PM
المشاركة
127
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (30)
جاءَ الحياةَ وغابَ دونَ رِضاعِ
جاءتْ فحرَّكتِ الأسى بيَراعي
لمَّا بكتْ لتشرُّدي وضَياعي
قالتْ : أودُّ لو اقتنعتَ بفكرتي
وعزفتَ لحنَ تَرَحُّلٍ ووداعِ
فرثيتَ نفسكَ قبلَ غاشيةِ الردى
ومتى رحلتَ نقشتُها بشراعي
وركبتُ موجَ الدمعِ في بحرِ الأسى
وسَريْتُ مُشرعةً بغيرِ شُعاعِ
أتلمَّسُ الأفكارَ أعثرُ بالرُّؤى
وأعودُ منهكةً أحطُّ متاعي
لأُمزِّقَ الأكفانَ عنكَ وأَنبري
أزهو بشِعركِ في خِضَمِّ صراعِ
وأُحدِّثُ الأجيالَ عن علمٍ غدا
في ذمَّةِ التاريخِ غير مُضاعِ
شهدتْ له الحَلَباتُ حُمْرَ معارك
صبغتْ ملاحمَها جراحُ شُجاعِ
* * *
فأجبتُها والحزنُ يصهرُ أحرفي
ويحيلُها ثِقلاً على الأسماعِ
رفقاً بقلبي يا أُخيَّةُ هدهدي
نغمَ الرثاءِ فلستِ أولَ داعِ
أَرقصتُ بالنَّغماتِ سحرَ قصائدي
وأَسلتُ بالحَسراتِ دمعَ يَراعي
وسفحتُ كأسَ العمرِ تحتَ مِظلةٍ
من غدرِ أيامي ونُبل طباعي
ولويتُ قضبانَ الشقاءِ بهمَّتي
لم تلوِ مطرقةُ الهمومِ ذراعي
ولبستُ أقنعةَ الزمانِ ولم أجدْ
أحداً يقابلُني بغيرِ قناعِ
ما كلُّ من لبسَ القناعَ مُخادِعٌ
فأنا نزعتُ من القناعِ خداعي
* * *
فإذا سمعتِ قصائدي فترَيَّثي
لا تشتمي الأقدارَ عندَ سماعي
فلرُبَّ بارقةٍ تطلُّ فأَنتشي
وأُذيعُ سرَّاً كانَ غيرَ مُذاعِ
ضيَّعْنَني من كنتُ أحرقُ أضلعي
في ليلهنَّ فهل عرفتِ ضياعي ؟
نزَّهتُ أشواقي وسيلَ عواطفي
عن كلِّ عابثةٍ وكلِّ خلاعِ
ووقفتُها لرُؤى الجمالِ لمنْ وهى
في حبِّهنَّ تَجلُّدي ودِفاعي
يا عذبةَ الأنغامِ يا وتراً غدا
في كلِّ سانحةٍ يدقُّ وداعي
لو كلُّ من ناديتِ جاءكِ طائعاً
فنِداكِ لي كالكفرِ غيرُ مطاعِ
حاصرتُ بالومضاتِ أوكارَ العِدا
ورفعتُ بالأَلقِ الهَتونِ قِلاعي
ونهجتُ نهجَ الرَّافضينَ مغانماً
الحاملينَ مشاعلَ الإبداعِ
وطلعتُ من خلفِ الظلامِ ولم أزلْ
كالشَّمسِ أُشرقُ فانظُري إشعاعي
ولقد يهونُ الموتُ إذْ هوَ مرةً
فأنا أعيشُ العمرَ حالَ نزاعِ
فخُذي يَراعي بعد موتي واكتُبي
جاءَ الحياةَ وغابَ دونَ رِضاعِ
10-3-1998
رد مع الإقتباس