الموضوع: قسطنطين كفافيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2010, 03:00 PM
المشاركة 15
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شمس الأصيل




كم أعرف هذه الغرفة جيداً!


الآن جرى تأجيرها، مع تلك المجاورة لها، مكاتب


ولم يعد المنزل غير مكاتب للوكلاء، للتجار، للشركات


آه! كم هي مألوفة لدي هذه الغرفة


قرب الباب، ها هنا، كانت الكنبة وأمامها بساط تركي


وهناك، غير بعيد، كان الرف وعليه مزهريتان صفراوان


إلى اليمين - لا في الواجهة- كان دولاب له مرآة


في الوسط، كانت منضدته حيث اعتاد العمل


وكراسي الخيزران الكبيرة الثلاثة المريحة


وإلى جانب النافذة كان السرير


حيث مارسنا الحب كثيراً


ياللأشياء البائسة!


لا بد أنها ماتزال موجودة في مكان ما


إلى جانب النافذة كان السرير


كانت شمس الأصيل تصل إليه حتى المنتصف


..ذات عصر، في الساعة الرابعة، افترقنا


لأسبوع واحد فقط


ياللحسرة


لكن ذلك الأسبوع قد دام إلى الأبد




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي




الخامس عشر من مارس




يجب أن تهاب الأمجاد، آه يا روحي


وحين لا تقوى على قهر طموحاتك


اتبعها بتردد واحتياط


وبقدر ما تتقدم


كن حريصاً


وعندما تبلغ الأوج، وتصبح قيصر أخيراً


عندما تتخذ شكل شخص بهذه الرفعة


عندئذ انتبه بشكل خاص حين تكون في الشارع


مهيمناً جليلاً مع حاشيتك


إن حدث واقترب منك أحد من الجموع


أرتيميدور ما حاملاً مكتوباً


وقال لك في عجلة "إقرأ هذا حالاً


هذه أشياء خطيرة تهمك"


سارع إلى التوقف


سارع إلى إرجاء كل محادثة أو شأن


سارع إلى تنحية أولئك الذين يحيون وينحنون عن طريقط


(سوف تراهم فيما بعد)


دع مجلس الشيوخ نفسه ينتظر


وتعرف بسرعة على الأشياء
الخطيرة في مكتوب أرتيميدور




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي





ليلة




كانت الغرفة فقيرة وعادية


منزوية فوق حانة مشبوهة


من النافذة


كان يمكن للمرء رؤية الحارة


ضيقة وقذرة


من تحت


تتناهى أصوات عمال


يلعبون الورق ويتسلون


وعلى السرير البسيط والرخيص


كنت أمتلك جسد المحبوب


كنت أمتلك الشفتين


شفتي النشوة الشهوانيتين والحمراوين


الحمراوين من نشوة صارخة


بحيث أنني، حتى وأنا أكتب الآن


بعد كل تلك السنين


في بيتي المنزوي


أنتشي بها من جديد




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي






عن أمونيس




مات في التاسعة والعشرين، في عام 610


....


رافاييل


نسألك أن تكتب أبياتاً تكون شاهد قبر


للشاعر أمونيس


شيئاً يتميز بحسن الذوق وبالرصانة


أنت الذي تقوى


- أنت الأقدر-


على كتابة ما يليق


عن الشاعر أمونيس


الذي كان منا


لا ريب أنك سوف تتحدث عن قصائده-


لكن تحدث أيضاً عن جماله


عن جماله الرقيق الذي أحببناه


إغريقيتك جميلة وموسيقية دائماً


لكننا بحاجة الآن إلى كل مهارتك


ففي لغة أجنبية سوف ينتقل حزننا وحبنا


اسكب عاطفتك المصرية في لغة أجنبية


رافاييل


اكتب أبياتك بحيث يكون فيها


تدري


شيء من حياتنا


بحيث يكشف الإيقاع وكل جملة


أن سكندريا يكتب عن سكندري




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)