الموضوع: قسطنطين كفافيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2010, 02:44 PM
المشاركة 12
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طقوس التحول







كلٌ الصبوات التي يحلم بها الصبي في وّجلي


تتفتح أمامه.. لياليه سّهّر وطّواف


في طرقات المدينة، ينجرف إلى جادة الخطيئة


ومن أجل فننا


يحق لنا أن ننتشي بالمتعة


متعة دمه الطازج الدافىء


يستسلم جسده أمام المتع المحرمة


وأطرافه اللينة تغوص


في قرار اللذة بفورة الشباب


وهكذا يستحق الصبي البسيط إعجابنا


وفي كل لحظة يمر من خلال عالم الشعر العالي


هذا الفتى الرقيق بدمه الجديد الدافىء




عند كشك السجائر





وقفا ضمن آخرين


بالقرب من النافذة المضيئة لكشك سجائر


تقابلتْ عيونهما، وفي خجل وتردد


عبرٌت عن رغبة جسدية
ثم خطوات وجلة على الرصيف


حتى بدتْ الابتسامة ثم الإيماءة


ثم في داخل التاكسي


تلامّس الجسدان


وتعانقتْ اليدان


والتّقّت الشِفّاه



سبتمبر 1907





نوافذ



في هذه الحجرات المظلمة حيث أقتل الوقت


أروح وأغدو باحثاً عن نوافذ


عندما تنفتح نافذة سأشعر بالسرور


ولكني لا أستطيع أن أجد نافذة


أو لا توجد نوافذ.. ربما كان ذلك أفضل


ربما كان النورج رعباً جديداً


من يدري ما الذي سيكشف عنه



أغسطس 1897





وقع الأقدام




في سريره الأبنوسي المزين


بالنسور المرجانية، يرقد نيرون


وقد استسلم للنوم سعيدا 'قرير العين'
في قمة الصحة


وعنفوان الشباب


ولكن في البهو الرخاميٌ


الذي يحتوي على ضريح 'الإبنوبارني' المقدس


أصاب الفزع الآلهة حارسة المنزل


أن هذه الآلهة الصغيرة ترتعد


تحاول أن تخفي أجسادها المسالمة


لقد سّمعّتْ صوتا مشئوما


صوت الموت يصعد درجات السلم


الموت يعدو فوق الدرج في قوة وعنف


فترتعد هذه الآلهة خوفاً


وتختبىء خلف الضريح المقدس


متدافعة متعثرة فوق بِعضها البعض


لأنها تعرف هذا الصوت المشئوم


تعرف وقعّ أقدامه آلهة العقاب

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)