الموضوع: قسطنطين كفافيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2010, 02:21 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
على ظهر سفينة




هذه الصورة الصغيرة المرسومة له بالقلم الرصاص


تشبهه بالتأكيد


صورة رسمت بسرعة على ظهر سفينة


ذات مساء سحري


وكان البحر الأيوني يمتد حولنا


الصورة تشبهه.. ولكني أتذكره أكثر وسامة


كان يبدو شديد الحساسية إلى درجة القداسة


فيشع هذا ضياء على قسمات وجهه


والآن، يبدو لي أكثر جمالاً


حين تستحضره روحي خارج الزمن


خارج الزمن.. هذه الأشياء الساكنة في الزمن البعيد


الصورة، السفينة، وذلك المساء




أكتوبر 1919





هؤلاء الذين حاربوا




هؤلاء الذين حاربوا


من أجل الوحدة الأيونية


....


أنتم يا من حاربتم وسقطتم كنتم حقيقة شجعان


غير هيابين العدو الذي كسب كل الحروب


ولا لوم عليكم إن أخطأ ديايوس أو كريتولاوس


وعندما يريد اليونانيون أن يتباهوا، فسوف يقولون:


'إنهم نوع الرجال الذي تنجبه أجمتنا'


هكذا سوف يمدحونكم بفخر


كتبت هذه السطور بواسطة


أحد الأخينيين في الإسكندرية


في السنة السابعة من حكم


بطليموس لاثيروس



فبراير 1922






جاء ليقرأ




جاء ليقرأ كتابين أو ثلاثة


لمؤرخين أو شعراء


قرأ بالكاد لعشرِ دقائق


ثم توقف وراح في إغفاءة على الأريكة


إنه مكرس تماماً للكتب


في الثالثة والعشرين من عمره، بالغ الوسامة:


وهذا المساء اجتاح الحج جسده الجميل


شفتيه


يتوهج الحج في الجسد


ويعلو إلى مصاف الآلهة


دون إحساس بالخجل


من متع الحب المنحرفة



يوليو 1924






أصوات




أصوات عليا حبيبة


أصوات أولئك الذين ماتوا


أو الذين فقدناهم وكأنهم موتى


أحياناً يتكلمون معنا في الأحلام


وأحياناً، حين نفكر، نسمعهم


إن في أصواتهم صدى القصائد الأولى في حياتنا


نسمعها لبرهة مثلم وسيقي بعيدة تخبو في الليل



يوليو 1894






أغنية أيونية





مع أننا حطّمنا تماثيلهم


ورميناهم خارج معابدهم


فإن هذه الآلهة لم تمت


آه يا أرض أيونيا، إنهم مازالوا يحبونك


وأرواحهم الصافية ما تزال تتذكر


عندما يوقظك فجر يومي من أيام أغسطس


كان وجودهم ينشر رعشة في الهواء


وأحيانا يمر فوق روابيكِ


فتى إشيريا غامضاً


مفعما بالحياةِ والجمال




أكتوبر 1896

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)