الموضوع: قسطنطين كفافيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2010, 02:12 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عند باب المقهى





همسات بالقربِ مني جعلتني ألتفت


نحو الباب


ذلك الجسد الجميل كان يقف هناك


كأن 'إيروس' نفسه قد خلق هذا الجسد


وصاغ هذه الأطراف الواعدة باللذة


ورسم الملامح الجميلة


بلمساتي من أصابعه


تاركاً أثراً محسوساً على الجبهة والعينين


والشفتين





ربيع 1915






ساعة موت نيرون





لم ينزعج نيرون عندما سمع نبوءة العرٌاف في معبد 'دلفي':


'احذر العامّ الثالث والسبعين'


إن أمام نيرون، وهو الآن في الثلاثين من عمره


زمناً طويلاً ليحيا ملهاته


والعهد الذي منحه له الإله يضمن له حياة طويلة


ووقتا كافياً لمخاوف المستقبل


والآن، وهو يحس بالملل، لسبب غامض، سوف


يعود إلى روما


مجهدا بعد هذه الرحلة التي لم يكن فيها سوى الملذات


بين الحدائق، والمسارح، والملاعب


مجدن اليونان ولياليها


وبالأخصٌ متع الأجساد المتوهجة بالرغبة


هاهو نيرون و'جالبا' في أسبانيا يحشد قواته ويدربها


'جالبا' ذلك العجوز الذي كان في الثالثة والسبعين





ديسمبر 1915






تّذكٌر أّيٌها الجّسّد





تذكٌر،أيها الجسد، ليس فقط كم كنتُ محبوباً


أو الأسِرّة التي نِمت عليها


لكن أيضا الرغبة الصارخة


التي كانت تشع في تلك العيون من أجلك


وترتعش في تلك الأصوات


أحياناً بلا جدوى


والآن وقد غرقت كلها في الماضي


يبدو أنك قد استسلمت لتلك الرغبات


تذكر كيف تلتمع في تلك العيون من أجلك


وترتعش تلك الأصوات


تذكر أيها الجسد





مايو 1916





في مدينة أوسرويني





أحْضروا صديقنا ريمون


في وقت متأخر الليلة الماضية


مصاباً بجروح إثر مشادة في البار


من خلال النافذة الواسطة المفتوحة


أضاء القمر جسده الجميل وهو على السرير


كنٌا بجواره.. خليطاً من الأصدقاء:


سوريين، يونانيين، أرمن


وكان ريمون واحداً منا


الليلة الماضية، بينما كان القمر يضيء وجهه الشهواني


فكرنا في خارميديس، حبيب أفلاطون




أغسطس 1916

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)