الموضوع: قسطنطين كفافيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2010, 02:09 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

ثيرمو بيليس




المجد لأولئك الذين كرسوا أنفسهم طوال حياتهم


ليدافعوا عن (مدينتهم) ثيرموبيليس


لم يتخلوا لحظة عن واجبهم


عادلون ومستقيمون في كل ما يفعلون


مفعمون بالعاطفة والرحمة


كرماء عندما يملكون، وعندما يصيبهم العّوز


يعطون بطريقتهم


يّهبون للمساعدة قدر الإمكان


دائماً صادقون


صادقون دائماً


متاسمون حتى أنهم لا يكرهون الكذٌاب


وهم جديرون بمجد أعظم


عندما يتنبأون


بأن إفيالتيس سوف ينتصر في النهاية


وأن الفرس، آخر الأمر، سوف يمرون




يناير 1901







عد إلي




عد إلي كثيراً.. وتّمّلكني


أيها الإحساس السري، عد إلي


خذني وامسك بي عندما يستيقظ الجسد


وتعود شهوته المتعبة تضخ الدم مرة أخرى


وأطراف الأصابع تتلمس، مقتربة ومبتعدة


على مساحة الجسد كله


عد إلي.. تملكني أثناء الليل


عندما تعود الأجساد للحياة، ونتذكر الشفتين




يونيو 1904





ذات ليلة




كانت الغرفة فقيرة رخيصة


منزوية في الخفاء فوق الحانة المشبوهة


بإمكانك، من النافذة، أن ترى الحارة الضيقة القذرة


وتسمع أصوات العمال وهم يشربون بسعادة


ويلعبون الورق في الطابق الأرضي


هناك، على السرير العادي الرخيص


امتلكت جسد الحبيب


وتلك الشفاه الشهوانية الحمراء


والآن، وأنا أكتب بعد كل هذه السنين


وحيداً في بيتي هذا، أشعر أنني ثمل


بنبيذِ الرغبة مرة أخرى



1905





أيام 1903



لم أجدها ثانية ذهبت بسرعة


العينان الشاعرتان، وذلك الوجه الشاحب


في الشارع المظلم


لم أّجدها ثانية تلك العينان التي ظفرت


بهما صدفة


ثم لم أعد أكترث بهما


عينان شاعريتان، وجه شاحب


هاتان الشفتان كل هذا فقدته إلى الأبد



مارس 1909





رأيت جمالاً كثيراً



لقد رأيت جمالاً كثيراً


وارتوى منه بصري


جسد متناسق.. شفاه حمراء.. أعضاء شهوانية


شّعر منسق كما في التماثيل اليونانية


يظل جميلاً حتى بعد أن تعبث به


فتسقط خصلات منه على جبهة شاحبة


صور للحب، كما اشتهتها قصائدي


تتقابل سِراً في الليالي




أكتوبر 1911





منذ زمن بعيد





أتذكر


ذكريات ضبابية لم يبق منها إلا القليل


أتذكر منذ زمن بعيد.. أيام مراهقتي


بّشْرّة مثل الياسمين


وأمسيات شهر أغسطس .. أغسطس؟


أتذكر بالكاد العينين: زرقاوين على ما أظن


نعم، زرقاوان، في لون الياقوت




مارس 1914


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)