الموضوع: قسطنطين كفافيس
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
19

المشاهدات
8685
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
12-26-2010, 01:55 PM
المشاركة 1
12-26-2010, 01:55 PM
المشاركة 1
افتراضي قسطنطين كفافيس
شاعر الإسكندرية الأول قسطنطين كفافيس:

نبذة عن حياة الشاعر:

ولد كونستاتين بيير كفافي في الإسكندرية في 17 إبريل – 1863 كان ترتيبه بين إخوته التاسع والأخير، وكان أبواه من أسرة يونانية ثرية تعمل بالتجارة في مدينة القسطنطينية، وعمد في الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، مات أبوه عندما كان كفافي في السابعة من عمره وبعدها بسنتين أخذتْ الأم أولادّها وذهبتْ إلى إنجلترا لتلحق بعائلة كفافي حيث كانوا يديرون أعمالاً هناك بقيت الأم وأولادها في إنجلترا حتى بلغ كونستانتين السادسة عشرة. وقد اكتسب معرفة كبيرة بالأدب الإنجليزي (وخاصة شكسبير وبراونج وأوسكار وايلد)، وكذلك اكتسب معرفة قوية باللغة الإنجليزية والسلوك الإنجليزي حتى قيل إنه كان يتحدث اليونانية بلهجة بريطانية، كما ظل يرتدي ملابسه على الطراز الإنجليزي طول حياته. أما بالنسبة للغة العربية فلم يكن يجيدها.

ولدى عودته إلى الإسكندرية عام 1879 التحق كونستانتين بمدرسة تجارة. وكان مدير المدرسة كلاسيكياً متحمساً وألهم تلميذه الشاب حجبٌا عميقا للأدب الكلاسيكي والحضارة اليونانية، حتى أن كفافي صار "مواطناً يونانياً" طول حياته. وفي عام 1882، وتجنباً للاضطرابات السياسية في الإسكندرية (دخول الإنجليز وضرب الإسكندرية) رحلتْ الأم مرة ثانية مع أولادها قاصدة القسطنطينية موطن أبيها. وبقيت الأسرة هناك ثلاث سنوات حيث واصل كونستانتين دراساته في التاريخ والحضارة البيزنطية، وتعلم أن يقرأ دانتي بالإيطالية، كما أهتم اهتماماً خاصاً باليونانية الديموطيقية. وكتب أولى قصائده بالإنجليزية والفرنسية واليونانية. وفي القسطنطينية أيضاً مّرٌ بأولى خبراته الجنسية المثلية. عاد إلى الإسكندرية مع أمه عام 1885 وعاش معها حتى وفاتها عام 1899.

عمل صحفياً لبعض الوقت كما عمل مع أخيه في بورصة الإسكندرية للأوراق المالية. وكان أخوه بيتر يساعده مادياً خلال هذه السنوات إذ أراد له أن يكرس كل وقته للكتابة. وعندما مات بيتر عام 1891 قرر كونستانتين أن يحصل على عمل دائم، وفي السنة التالية التحق موظفاً كتابياً في مصلحة الريٌ التابعة لوزارة الأشغال العامة حيث ظل في هذه الوظيفة ثلاثين عاماً بمرتب ضئيل. وكانت أمه تساعده مادياً حتى وفاتها.

كان لكفافي صديق أصغر منه سناً وكان هذا الصديق مثقفاً وناقداً لشعره، وكان كفافي يثق فيه ومعجباً به إلى درجة كبيرة، وقد أعطى هذا الصديق لكفافي النقودّ الكافية لكي يقوم برحلته الأولى إلى أثينا وهناك قابل كفافي كتّاباً مرموقين ومحررين وأطلعهم على قصائده ومرة أخرى، وفي عام 1903 اصطحب كفافي أّخاه المفّضل ألكسندر إلى أثينا بحثاً عن علاج ألمٌ به، لكن أخاه توفي هناك، في هذه الزيارة لليونان قام الروائي اليوناني المعروف جورج اكسنوبولوس باختيار اثنتي عشرة قصيدة من شعر كفافي ونشرها، مع مقال عن أعمال كفافي، في مجلة panatheneum. وخلال تلك الفترة ماتت أمه وثلاثة من أشقائه.

ورغم أن كفافي لم يقدم طوال حياته مجموعة من أشعاره لكي تنشر وتباع لجمهور القراء، إلا أنه من الثابت أنه كان يكتب حوالي سعبينّ قصيدة في السنة ولكنه كان يمزقها كلها ماعدا أربع أو خمس قصائد كل عام.

كان يطبع أشعارهّ في طبعات خاصة يوزعها على أصدقائه وفي عام 1904 نشر أول كتاب يحتوي على أربع عشرة قصيدة. وكان آنئذٍ في الحادية والأربعين من عمره. ولم يرسل أيٌ نسخ من قصائده للنقاد ولكن ذاع صيته في دوائر المثقفين. وفي 1910 نشر كتابه الثاني الذي ضمنه القصائد الأربع عشرة التي نشرها في الكتاب الأول إضافة إلى اثنتي عشرة قصيدة أخرى ولم ينشر أيٌ مجموعات بعد ذلك.

في نفس الوقت، وفي عام 1908، استأجر منزلا غ 10 شارع لبسيوس، الذي يعرف الآن باسم شارع شرم الشيخ في حي العطارين، وعاش وحيداً في هذا المنزل حتى وفاته. على أي حال فقد كان محظوظاً إذ ارتبط خلال هذه السنين بعلاقة واحدة دائمة مع ألكسندر سينوبولوس الذي كان بمثابة وريث له ومسئول عن أعماله الأدبية لمدة عشر سنوات قبل وفاته. وأثناء الحرب العالمية الأولى قابل كفافي "إي. إم. فورستر"، الذي كان في ذلك الوقت متطوعاً في الصليب الأحمر ومقيماً بالإسكندرية، وكان فورستر في تلك الفترة يكتب روايته الشهيرة"الطريق إلى الهند" في نفس الفترة التي كان يكتب فيها كتابه عن 'الإسكندرية: تاريخ ودليل للمدينة' صار كفافي وفورستر صديقين مدى الحياة. وعندما عاد فورستر إلى إنجلترا، فيما بعد، أطلع كلاً من أرنولد توينبي (المؤرخ البريطاني الشهير) ود. هلورنس الروائي المعروف والشاعر ت. س إليوت، أطلعهم، ضمن آخرين، على قصائد كفافي، وقام إليوت بنشر قصيدة 'إيثاكا' وفي هذه الأثناء كان نفر من خيرة العارفين بشعر كفافي يقومون بترجمة قصائده إلى الإيطالية والفرنسية والإنجليزية.

بعد تقاعده عن العمل في وزارة الأشغال العمومية سنة 1922 كان كفافي يقضي وقته في القراءة والكتابة في منزله، وفي المساء كان يذهب ليجلس مع أصدقائه من المثقفين في مقهاهم المفضل 'التريانون' و'أدونيس' أحد هؤلاء الأصدقاء كتب أن كفافي كان يقول: 'أنا شاعر، مؤرخ.. أحس بداخلي أصواتاً تقول لي أن بإمكاني كتابة التاريخ ولكن ليس لدي الوقت الكافي، وكتب بعض أصدقائه أنه بينما كان ينظر من نافذة بيته قال: 'أي مكان أجمل من هذا يمكن أن أستقر فيه، وسط مراكز الوجود هذه: مبغي، وكنيسة للغفران، ومستشفى يموت المرء فيه.

وفي يونيو 1932 مرض كفافي، وشخص مرضه على أنه سرطان في الحنجرة. وأقنعه صديقه المقرب سينوبولوس وأخته ريكا بالذهاب إلى أثينا في يوليو من نفس العام، وهناك أجريت له جراحة ناجحة، ولكنه فقد صوته. وفي أوائل 1933 انتكست حالته ونقل إلى المستشفى اليوناني بالإسكندرية حيث أمضى الشهور الأخيرة من حياته. وقد كتب بعض المقربين منه أنه قبل أيام قليلة من وفاته، وبعد رفض غاضب، "تناول لخبز المقدس والشراب" حسب العقيدة الأرثوذكسية لكنه كان يشعر في نفس الوقت 'بوخز الضمير'، وقيل أيضا أنه، وهو في لحظات الموت، في 29 ابريل 1933، رسم دائرة على قطعة ورق بيضاء ووضع نقطة في وسطها. دفن ك. ب. كفافي في مقبرة الأسرة في مدافن اليونانيين بالإسكندرية. وبفضل الجهد المتواصل الذي قام به الشاعر اليوناني كوستيس موسكون، ضمن نشاط المؤسسة الهيلينية، مع آخرين من محبي شعر كفافي ومؤسسات ثقافية يونانية أخرى، تم تجديد البيت الذي عاش فيه كفافي غ 10 شارع شرم الشيخ، لسبوس سابقاً وصار المنزل متحفاً ومكتبة تخليداً لذكرى كفافي.

عدد القصائد: 53


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)