الموضوع
:
الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
عرض مشاركة واحدة
12-26-2010, 12:15 PM
المشاركة
124
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (27)
تسبيحُ البواتر
نضَّدتُ ملحمةَ النضـالِ كتبتُها تحـت المجاهرْ
معجــونةً بدمِ الشهيدِ وصـوتِ ثائرةٍ وثائرْ
من ميسـلونَ إلى الجـلاءِ الى الحجارةِ والأظافرْ
ضاقتْ بها مُهَجُ السطورِ فأرعدتْ ملءَ الحناجرْ
شقَّتْ عصا الإذعانِ تصفعُ وجـهَ مأفونٍ مُقامرْ
إيمانُنـا بالحقِّ أقــوى من وصـوليٍّ مُغامـرْ
ضاقتْ بما رحبتْ عليه الأرضُ حتى جاءَ صاغرْ
ألقـى السلاحَ ومدَّ كفَّاً بالسـلامِ لكفِّ ماكرْ
مرَّتْ هُنيهـاتُ اللقـاءِ وكفُّه ترجـو الخواطرْ
وتنازلتْ كـفُّ اللئيمِ تصـافحُ القدمَ المسـايرْ
* * *
عفـواً صلاحَ الدينِ إنِّي ذاكرٌ هل أنت ذاكرْ
في غُرَّةِ التاريخِ في حـطينَ سبَّـحتِ البواترْ
فاسمعْ عباراتِ الخضوعِ اليومَ تُثلجُ صدرَ كافرْ
واسمـعْ ترانيمَ السَّلامِ تُذاعُ من شـتى المقابرْ
في كـلِّ مقبرةٍ عمودٌ بالسـلامِ المرِّ هـادرْ
ما اهتزتِ الأحياءُ واهتزتْ من الموتى المشاعرْ
غـابتْ ملائكةُ الجهادِ وأُسدلتْ كلُّ السَّتائرْ
وصحتْ شياطينُ السلامِ تدورُ في كلِّ الدوائرْ
هذا هو الدَّجالُ يظهرُ حامـلاً زيفَ البشائرْ
أصغتْ له كلُّ العروشِ وحَملقتْ كلُّ النواظرْ
فلتُمْطِرِ الدُّنيـا وتمطـرْ فالضلالُ اليومَ ماطرْ
ولتُنبتِ الأرضُ السلامَ وتنكسرْ كلُّ الخناجرْ
ولتنطفـئْ كلُّ الكنائـسِ والمآذنِ والمنابرْ
وليركبِ الفـاروقُ ناقتَه وللأقصـى يغادرْ
وليسقُطِ التاريخَ فوقَ السلمِ أو تحتَ الحوافرْ
لا فرقَ فالدَّجالُ أَوغلَ في البوادي والحواضرْ
* * *
يا أيُّها الأطفالُ نزفُ دمائكم يُحييْ الضمائرْ
أنتـم ضيـاءُ الواهبينَ وفي مجاهلِنا بصائرْ
أنتم سيوفُ الثائرينَ ونزفَ أكبادِ الحرائرْ
هنَّ اللواتي ما تركنَ شعارَهُنَّ لدى المخاطرْ
لا تسألوا عمَّن أسرَّ دماءكم ومضى يُتاجرْ
بالنارِ لا بالقولِ تُنْتَزعُ الحقوقُ من المُكابرْ
* * *
الخصمُ لوَّحَ بالسلامِ وراحَ يرتكبُ المجازرْ
بالعاكفينَ الراكعينَ الساجدينَ فأيُّ غادرْ
هذا الذي ذبحَ السلامَ بذبحِ من أدَّى الشعائرْ
هشَّتْ له بعضُ الوجوهِ وزمجرتْ كلُّ الكواسرْ
* * *
نيسانُ يا فخرَ الشآمِ جدلتَ بالنورِ الضفائرْ
خُضناكَ بحراً زاخراً بدماءِ من سقطوا ذخائرْ
حتى تَمخَّضَ ليلُنا الدَّاجي عن الفجرِ المعاصرْ
فإذا الشآمُ ملاعبُ الأبطالِ في ماضٍ وحاضرْ
إنَّا جَــلونا الغاصبينَ فسِفرُنا أبداً مفاخرْ
نصحو على رَهَجِ الخيولِ وصوتِ قنبلةٍ وشاعرْ
فلتسـمعِ الدنيا هُتافَ الشامِ تطلقُه زماجرْ
لا.. لن يكونَ لهم سلامٌ فالشآمُ سيوفُ ظافرْ
للشامِ كلُّ كبيرةٍ والصاغرونَ لهم صغائرْ
25-4-1994
رد مع الإقتباس