الموضوع: اِسْتِمَاحَة
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2010, 10:27 AM
المشاركة 10
عمر ابو غريبة
شاعر وأديب أردني
  • غير موجود
افتراضي
ظماٌ في الشفاهِ يقطرُ بؤساً.....ويراعٌ من صومِه مُلتاحُ

ناظراً أرقُبُ الغَياثَ وما من.....غيمةٍ ضاء برقُها اللمّاحُ

ساهراً أمسحُ الضُّروعَ عِجافاً...كيف يبتلُّ إصبعي المسّاحُ

أرِقاً في دجُنّةِ الليلِ أرجو.....الفتحَ حتى تثاءب المصباحُ

عالَمٌ من سَمِّ الخِياطِ أراه....ضيِّقَ الصدرِ عزّني الإنشراحُ

أناْ رهنُ الحصارِ فيه وكم رُمتُ..خلاصاً فهل خلاصي مُتاحُ

نقمةُ العجزِ تغتلي في عروقي..والمنى هدّها الأسى المُجتاحُ

أكلَ الجَدْبُ كلَّ مِنسأتي قد......خَرَّ فكري وانسلّت الأرواحُ
قصيدة جميلة للغاية وفيها ما يشير الى عبقرية الشاعر وقدرته الفذة على النظم الجميل والعميق في المعنى. صور جميلة واستحضار للمورث الثقافي.

والشاعر هنا يقطر بؤسا منتظرا الغيث ولكن هيهات فلا غيمةٍ تلوح في الافق وهو ساهرً يمسحُ الضُّروعَ العِجافً ولكنها خاوية، وهو ارق يسهر في دجُنّةِ الليلِ منتظرا الفرج الذي تأخر وطال انتظاره حتى تعب هو وتثاءب المصباحُ، وهو ضيق الصدر، رهنُ الحصارِ يرجو الخلاص، يغتلي في عروقه شعوره بالعجز على ما اصابه من كرب حتى ان الجدب أكلَ كلَّ مِنسأته، وفي ذلك تشخيص للجدب وكأنه النمل الذي نخر منسأة سيدنا سليمان، فخَرَّ فكر الشاعر وانسلّت الأرواحُ من جسده وفكره ..كلها وليست روح واحده وذلك كناية عن شدة حالة الكرب التي سجلها الشعار هنا في مثل تلك الليلة الكئيبة.
اعتقد انها قصيدة تستحق التثبيت بعد ان يتم اعادة ترتيب ابياتها.
أستاذي القدير أيوب صابر
لقد قدمتَ إضاءة أولية مبهرة بقدرتك الفذة وثقافتك العالية وحسك المرهف
أسعد دائما بمرورك وأتشرف بقراءتك لنصوصي المتواضعة
لك دائما عرفاني وتقديري
مع ضادق مودتي
استاذي