عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 10:57 PM
المشاركة 17
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


النهاية



الابن العجوز، الإنسان الذي لا تاريخ له


اليتيم الذي كان من الممكن أن يكون الميتَ


عبثاً يستنفد الدار الكبيرة المقفرة


(كان للاثنين وهو اليوم للذاكرة.. إنّه للاثنين)


تحت الحظ القاسي


ضائعاً يبحث الإنسان الموجوع عن الصوت الذي كان صوته


العجيب لن يكون أكثر غرابة من الموت


ستحاصره الذكريات المقدسةُ والمبتذلةُ


هذه الذكريات القاتلة الفسيحة مثل قارّة، التي هي قدرنا


يا الله، أو يا ربّما أو يا لا أحد


أطلبُ منك صورته التي لا تنضب، وليس النسيان





ترجمة: رفعت عطفة




إلى أبي



أردتَ أن تموتَ كاملاً


جسداً وروحاً عظيمة


أردتَ أن تدخلَ في الظلِّ الآخر


دون صلاةِ الرعديدِ والموجوعِ الحزينة


رأيناكَ تموت بهمَّة أبيكَ أمام الطلقات


لم تمنحك الحربُ زَخْمَ أجنحتها


راح الموت يقطع الخيطَ


رأيناك تموتُ مبتسماً وأعمى


ما كنتَ تنتظر شيئاً على الجانب الآخر


لكنّ ربّما لمح ظلُّك


النماذجَ الأخيرة التي حلم بها الإغريقيُّ


وكنتَ تشرحها لي


لا أحد يعرف غداً مفتاح ماذا سيكون المرمرُ





ترجمة: رفعت عطفة





الندم





ارتكبتُ أسوأ خطيئة


يمكن أن يرتكبها إنسان


لم أكن سعيداً


لتجرفني أنهارُ جليد النسيان وتضيعني بلا رحمة


قد أنجبني أبويّ للعبة الحياة المجازفة والجميلة


للأرض والماء، والهواءِ والنار


خيَّبتُ ظنّهما.. لم أكن سعيداً


لم تتحقّق رغبتهما الفتية


عقلي انكبّ على إلحاح الفنِّ، الذي ينسج التفاهات


أورثاني الشجاعة.. ولم أكن شجاعاً


لا يحلُّ عنّي، فظلّ أنّني كنت شقيّاً يلازمني دائماً





ترجمة: رفعت عطفة


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)