عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 10:52 PM
المشاركة 16
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الفاتِح



كابرِرا وكارباخال كانا اسميَّ


جرعتُ الكأس حتى الثمالة


متُّ وعشتُ مرَّاتٍ كثيرة


أنا النموذج.. هم، البشر


كنتُ الجندي التائه للصليب وإسبانيا


وفي أراض قارّة كافرة


لم توطَأ قط أشعلتُ حروباً


في البرازيل القاسي كنتُ الرمّاح


لا الصليب ولا الملك ولا الذهب الأحمرُ


كان حافزي على الاندفاع


الذي أنزل الخوف بين الوثنيين


من دواعي أعمالي كان السيف الجميل


والمعركة العاصفة


ما عدا ذلك لا يهمّ.. فقد كنتُ شجاعاً





ترجمة: رفعت عطفة





هرمان مِلفيّ



دائماً حاصره بحر آبائه، السكسونيين


الذين منحوا البحرَ اسم


طريق الحوت، حيث يعوي شيئان عظيمان:


الحوتُ والبحار التي يمخر بها طويلاً


دائماً كان البحر له


حين رأت عيناه في عرض البحر الماءَ العظيم


كان قد تاق إليه الآخر، الذي هو الكتابة


أو في رسوم النماذج


رجل وهب نفسه لبحار الأرضِ


للأسفار البحرية المضنية


وعرف حربة الصيد


التي حمّرها اللويثان والرمل المحزّز


ورائحة الليالي والفجر


والأفق حيث يترصدُ القدرُ


وسعادة أنّه شجاع


ومتعة أن يلمحَ أخيراً إيثاكا


قاهر البحر، وطأ اليابسةَ، جذرَ الجبال


ويخطّ عليها خريطة بحرية مبهمة


ساكنةً في الزمن، بوصلة نائمة


إلى ظل البساتين الموروث


يعبر مِلفيّ مساءاتِ إنكلترا الجديدة (نيوإنكلاند)


لكنّ البحرَ يسكنه.. إنّه وصمة القبطان المبتور


البحر العصيّ على الكشف، وعواصف البياض وفظاعته


إنّه الكتاب العظيم.. إنّه بروتيوس الأزرق





ترجمة: رفعت عطفة




الساذج




كلّ فجر(يقولون لنا) يأتي بأعاجيب


قادرة على لَيِّ أعندِ الحظوظ


هناك آثار أقدامٍ بشرية قاست القمر


والأرق يحطّم السنين والأميال


في الأزرق تكمن كوابيس عامّة


تُعَتِّمُ النهار


لا يوجد في العالم شيء ليس شيئاً آخر


أو نقيضاً، أو لا شيء


وحدها المفاجآتُ البسيطة تُقلقني


يُدهشني أنّ مفتاحاً يستطيع أن يفتح باباً


يدهشني أنّ يدي شيئاً أكيداً


يُدهشني أن اليونانَّي لا يُصيبُ


بسهمه الإِلي الفوريِّ الهدفَ المحال


يُدهشني أنّ السيفَ الوحشيَّ يمكن أن يكون جميلاً


وأنَّ للوردة رائحة الوردة




ترجمة: رفعت عطفة





القمر




إلى ماريّا قُداما


وحشة هائلة في هذا الذهب


قمرُ الليالي ليس القمر الذي رآه آدمُ الأوّل


قرون اليقظة البشرية الطويلة توَّجوها


بالنحيب القديم.. انظر إليها.. إنّها مرآتك





ترجمة: رفعت عطفة





إلى جوهانز براهمز




أنا الحشريّ في الحدائق


التي فضْتَ بها على


ذاكرة المستقبل الجمعية، أردتُ أن أُغنِّي


المجدَ الذي ترفعه كماناتك إلى الأزرق


تخلّيت عنها الآن


لا يكفي لتكريمكَ هذا البؤس


الذي يسميه الناسُ عادةَ وبلا معنى: الفنّ


من يكرّمك عليه أن يكون واضحاً وشجاعاً


وأنا جبان. أنا حزين


لا شيء يمكن أن يُبرّر هذه الجرأة


على غناء فرحة روحك العاشقة


-نار وبلور -


خَدَمي الكلمةُ الملوثة، نتاجُ المفهومِ والصوت


لا رمز، لا مرآة، لا أنين


لك النهر الذي يهرب ويدوم



ترجمة: رفعت عطفة



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)