عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 10:39 PM
المشاركة 15
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إلاريو أسكاسوبي


(1807 –1875)




كان هناك ذات مرّة سعادة


كان الإنسان يقبل الحبّ والمعركةَ بالسرور ذاته


لم يكن الرعاع العاطفيّ قد اغتصب اسم الشعب بعد


في ذلك الفجر، المُهانِ اليوم


عاش أسكاسوبي وحارب مغنِّياً


بين فرسان غاوتشو سهوب الوطن


حين دعاهم شعارٌ لنصرة الوطن


كان رجالاً في رجلٍ، كان المغني والجوقة


كان بروتيوس في نهر الزمن


الجنديَّ في مونتيفيديو الزرقاء


الباحثَ عن الذهب في كاليفورنيا


كانت فرحةُ السيف في الصباحِ فرحَتهُ


واليوم نحن ليلٌ وعدم




ترجمة: رفعت عطفة





المكسيك




كم من الأشياء متساوية‍ ! الفارس والمخصي


تراث السيوف الفضّة وشجرة المُغنَة


لبُان الورع الذي يُبَخِّرُ غرفة النوم


وذاك اللاتيني الذي ساءت حالته، القشتاليّ


كم من الأشياء المختلفة‍!


أساطير الدم التي تنسجها الآلهة الميتة العميقة


الصبّار الذي يضفي الرعبَ على الصحارى


وحبّ ظل سابق على النهار


كم من الأشياء الخالدة!


فناء الدار يمتلئ بقمر بطيء وواهن لا أحد يراه


البنفسجة التالفة المنسية بين صفحات ناخِرا (*)


ارتطام الموج الذي يعود إلى الرمل


الرجل الذي يرتاح في فراشه الأخير


لينتظر الموت.. يريده كلّه



______________



* (1) - غوتييرِّث ناخِرا كاتب صحفي وشاعر عصامي ولد ومات في مدينة مِكسيكو (1858 –1895) كان من أوائل الكتاب الذين عاشوا من قلمهم. لم ينشر أيّ كتاب في حياته.




ترجمة: رفعت عطفة





البيرو




من كلّ أشياء الأرض اللامحدودة


لا نكاد نلمحُ هذا الشيء أو ذاك


فالنسيان والقدر يسلبانا


بالنسبة للطفل الذي كنتُهُ كان البيرو


التاريخ الذي خلّصه برسكوت (1)


وكان أيضاً طشت الفضة الصافي


الذي دلاّه من قربوسِ سرجٍ


والإناء الفضي بأفاعيه المتلوية


وتزاحم الرماح التي تنسج المعركة القانية


ثمّ صار شاطئاً يغشوه الغروب


وصمتَ فناءٍ، بسياج ونافورة


وخطوطَ إغورِن (2) تمرُّ خفيفة


وبقية واسعة من حجارة في الجبل


أحيا، أنا ظلّ يُهدِّده الظلُّ


وسأموت دون أن أرى بيتي اللامتناهي




___________



(1) - جول جيمس برسكوت، عالم فيزيائي بريطاني.
(2) - خوسِهْ ماريّا إغورن شاعر وكاتب بيروي (1874 –1942) على الرغم من أنه كان معاصر للحداثيين إلاّ أنّه انتمى إلى ما بعد الحداثية.



ترجمة: رفعت عطفة





المُفتِّ



كان من الممكن أن أكون شهيداً.. كنتُ جلاّداً


طهّرتُ الأرواحَ بالنار


ولكي أخَلِّص روحي، بحثت عن التضرّع


المِسح، الدموع والنير


في سجلات الإعدام رأيتُ ما حكم به لساني


النيران الرحيمة، الجسدُ المتوجّع


النتن والصراخ والاحتضار


متُّ.. نسيت من يئنون


لكنّني أعلم أنّ هذا الندمَ السافل


جريمةٌ أُضيفها إلى الجريمة الأخرى


وأنّ ريحَ الزمن ستذهب بهما معاً


والزمنُ أطول من الخطيئة ومن الندم
فقد استهلكْتُهُما




ترجمة: رفعت عطفة

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)