عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 10:34 PM
المشاركة 14
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الكولونيل سوارِثْ




عالياً في الفجر الوجهُ المعدنيّ الصارمُ والحزين


ينسلُّ كلبٌ على الرصيف


ما عاد الوقت ليلاً ولم يصبح نهاراً بعد


ينظر سوارِثْ إلى قريته والسهلِ التالي، المزارعِ، رعاة الخيل


والدروب التي يتعبها رعاةُ القطعان


الكوكب الصبور الذي تدوم


خلف الوهم أتكهن بوجودك


أيها النقيب الشاب


الذي كنتَ سيّد تلك المعركة التي لَوَتْ القدرَ:


خُونين، زاهية مثل حلم


في تخم الجنوب الفسيح ما يزال


هذا الشيء العالي، حزيناً بغموض





ترجمة: رفعت عطفة




الكابوس



أحلمُ بملكٍ قديم


تاجه من حديد ونظرته ميتة


ما عاد هناك وجوه كهذا


سيذعن له السيف الوطيد، وفياً مثل كلب


لا أدري ما إذا كان من نورتومبريا أو النرويج


أعلم أنه من الشمال.. لحيته الكثّة والحمراء تغطي صدره


نظرته العمياء لا ترميني بنظرةٍ


من أيّة مرآة مطفأة، من أيّة سفينةِ


بِحارٍ شكّلت مغامرتَهُ


انبثقَ الرجل الرماديُّ والصارمُ


الذي يفرض عليِّ قدَمَه ومرارته؟


أعرف أنّه يحلم بي ويحكم عليّ، منتصباً


يدخل النهارُ في الليل. لم ينقضِ





ترجمة: رفعت عطفة





اليوم السابق



آلاف ذرات الرمل


أنهار لا تعرفُ الراحة


ثلج أَنْحَلُ مِن ظلٍّ


ظلّ ورقة خفيف، حافة بحر وقور، زبد آنّي


طرق جاموس وسهام مخلصة قديمة


أفق وآخر، حقول تبغ وضباب


قمّة، معادن ساكنة


نهر أورينوكو، لعب معقّد تحيكه الأرضُ


الماءُ، الهواءُ والنارُ


مساحاتٌ من حيوانات مذعنة


سَتُبْعِدُ يَدكَ عن يدي


والليلُ، والفجرُ والنهارُ أيضا





ترجمة: رفعت عطفة





مفتاحٌ في إِستْ لانسينغ





إلى جوديت ما تشادو


أنا قطعة من فولاذٍ مسنون


ليس اعتباطاً أنّ حافّتي غير مستوية


أنامُ حلمي الكسولَ في خزانةٍ


لا أراها، مشدودة إلى حامل مفاتيحي


هناك قفل ينتظرني


قفل واحد.. الباب من حديد مطروقٍ وبلور قوي


على الطرف الآخر البيتُ خفيٌّ وحقيقيّ


المرايا المقفرة في شبه الظل عالية


ترى الليالي والنهارات


وصور الموت وأمسَ الصورِ الواهِنَ


سأدفع ذات مرّةٍ الباب القاسي


وسأجعل القفلَ يدور





ترجمة: رفعت عطفة





مديح الوطن



من حديدٍ كان الفجرُ، لا من ذهب


طرقَهُ مرفأٌ وصحراء


وبعض سادةٍ والجوُّ المفتوحُ


والأساسيّ للبارحة والآن


ثمّ جاءت الحرب مع القوطيّ


شجاعاً دوماً ومنتصر دوماً


البرازيل والطاغية


تلك القصة الجموحة.. الكل من أجل الكل


أرقامُ الذكرى السنوية الحمراءُ


فخفخة المرمر، نصب صعبة


فخفخة الكلمة، الخطب


الذكرى المئوية "الذكرى" المئة والخمسون


لا تكاد تشكل الرماد، النار الخامدة لبقايا ذلك اللهب





ترجمة: رفعت عطفة



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)