عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 10:29 PM
المشاركة 13
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


من “مديح الظلام” هـ. و



الدرب القديم أصبح محظوراً


الباب، الرقم، الجرس


ماذا تبقّى في نفسي المهزومة؟


طعم فردوس مفقود


عملي منجَز، حين يتجوّف الأفق


ينتظرني صوت لطالما انتظرته


في تشتت اليوم السرّي


وفي سلام ليلة العشق


هذه الأشياء غير موجودة.. آخر قدري:


الأيام الغامضة والذاكرة الملوّثة


الإسراف الطويل في الأدب


وذلك اللغز قبل الموت، الموت


لا أريد سواه، وأريده كاملاً


مطلقاً.. مع التاريخَين على قطعة الرخام





ترجمة: أنطوان جوكي






فن الشعر




أن ننظر إلى النهر المصنوع من الزمن والمياه


ونتذكر أن الزمن مهر آخر


أن نعرف أننا نكف عن الوجود، تماماً كالنهر


وأن وجوهنا تتلاشى، تماماً كالمياه


أن تشعر أن اليقظة هي نوم آخر


يحلم بأنه ليس نائم، وأن الموت


الذي ترهبه أجسادنا، هو نفسه الموت


الذي يعتادنا كل ليلة ونسميه نوماً


أن نرى في اليوم أو في السنة رمزاً


لأيام النوع الإنساني وسنواته


أن نترجم حنق السنين


إلى موسيقى وإشاعة ورمز


أن نرى في الموت نوماَ، وفي الغروب


ذهباً حزيناَ، فذلك هو الشعر


خالداً معوزاً.. لأن الشعر


يرجع كالفجر والغروب


في أوقات الظهيرة، يطل علينا


وجه ما من أعماق مرآة


لابد أن الفن مثل تلك المرآة


التي تنجلي لنا عن وجهنا نحن


يروون كيف أن عوليس، وقد طوحت به الأعاجيب


كان يبكي حباً، ليلمح الطريق إلى ايثاكا


متواضعة خضراء


الفن هو ايثاكا


الأبد الأخضر تلك، وليس الأعاجيب


وكنهر لا نهاية له أيضاً


يتقضى ويبقى، مرآة لشخص هيرقليطس القُلّب


الذي هو نفسه وشخص آخر سواه


مثل نهر لا نهاية له



الصانع - ترجمة سعيد الغانمي- الطبعة العربية الأولى 1996


المؤسسة العربية للدراسات و النشر- عمان - الأردن






مديح الذكرى المُحالة



ما الذي لا أعطيه مقابل ذكرى


شارعٍ تُرابي بأسيجة منخفضة


وفارسٍ فارع الطول يملأ الفجرَ


(طويل ومهترئ الدثارِ)


في يوم من أيام السهل


في يومٍ بلا تاريخ


ما الذيلا أعطيه مقابل ذكرى


أمي وهي تنظر إلى الصباح


في مزرعة سانتا إيرِنِ


دون أن أدري أنّ اسمها سيكون بورخِس


ما الذي لا أعطيه مقابلَ ذكرى


أنّني قاتلتُ في ثبِّدا


ورأيت إستانيسلاو دِل كامبو يُحيِّي


الطلقة الأولى


بسعادة الباسل


ما الذي لا أعطيه مقابلَ ذكرى


باب مزرعةٌ سرّية


كان أبي يدفعه كلّ ليلةٍ


قبل أن يغرقَ في الحلم


والذي دفعَهُ لآخرِ مرّةٍ


في الرابع عشر من شباط من عام


ألفٍ وتسعمئة وثمانية وثلاثين


ما الذي لا أعطيه مقابلَ ذكرى


زوارق هِنجيستْ


تمخر في رمل الدانمارك


تهزم جزيرةً


لم تكن بعدُ إنكلترا


ما الذي لا أعطيه مقابلَ ذكرى


نسيج من ذهب تورِنر


فسيحة كالموسيقى


(كانت لي وأضعتها)


ما الذي لا أعطيه مقابلَ ذكرى


إنّني سمعتُ سقراط


الذي تفحّص بهدوء


في مساء الشَوْكران، مشكلةَ الخلود


متنقلاً بين الأسطورة والعقل


بينما الموتُ الأزرقُ من القدمين الباردتين


ما الذي لا أعطيه مقابلَ ذكرى


لو أنّك قلت لي أنّك تُحِّبينني


وأنّني لم أنم حتى السحر، سعيداً، ممزّق القلبِ





ترجمة: رفعت عطفة



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)