عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 10:20 PM
المشاركة 11
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


يحكي الشاعرُ شهرتَه



خدُّ السماءِ قياسُ مجدي


تجهَد مكتباتُ الشرقِ أن تَقنِصَ


شِعري


يفتشُ الحُكّامُ عني لحَشوِ فمي


بالذهبِ


وتحفظُ الملائكةُ آخر مقاطعي عن


ظهرِ قلبٍ


أدواتُ فنّي الفقدُ واللّوعةُ


آهٍ. غيرَ أني ولِدتُ لأموت



من ديوان "نمور الحلم"



حدس بالحبّ



لا نظرتكِ الحميمة


برمشٍ رائعٍ كالعيدِ


ولا جسمكِ الملتهب


بلُغزٍ خفيٍّ من الطفولة


أو عَطايا حياتكِ


المستّكِنّة بالكلماتِ والصمتِ


يتلبسُ عليَّ كالهبةِ


من مرأى نومكِ


مضمومةً بين ذراعي


بكراً من جديدٍ، بمعجزةٍ من نومٍ


غافرٍ


ساكنةً لامعةً، كشيء سعيدٍ


نستذكرُه


تمنحينني شَطَّ عُمركِ الذي لا


تملكين


محتشِداً بالصمتِ


أُدركُ حَدَّ كيانكِ وهو باهرٌ


وأراكِ، كم يراكِ أول مرّةٍ


شاخَ خيالُ الزمانِ


فارغاً من الحُبّ، مِنّي





من ديوان "نمور الحلم"






بعد المغيب



الغروبُ مزعجٌ دائماً


إن كان مسرحياً أو أبكمَ


والمزعجُ أكثر


آخرُ النور المستميتِ


الذي يدهنُ السطحَ بالصدأ


فلا يبقى على الأفقِ شيءٌ


من أًبّهةِ الغروبِ أو صَخَبهِ


كم يتقدّمُ النورُ عَصِياًَ


متوتّراً بانسحابهِ، مختلفاً


هذيانٌ يَعرضُ خوفَ الإنسانِ


من ظُلمةِ الفضاءِ


ثم يكفُّ


لحظةَ نُدركُ زَيفَهُ


بطريقةِ حُلمٍ ينكسرُ


بعلمِ النائمِ أنه يحلُمُ




من ديوان "نمور الحلم"






حدود



يوجَد بيتُ شِعرٍ لن أذكُرّه ثانيةً


يوجَد شارعٌ قريبٌ ممنوعُ على خطوتي


توجّد مرآةٌ رأتني لمرةٍ أخيرة


يوجَد بابٌ أغلقتْه حتى نهايةِ


العالمِ


وسطَ الكتبِ بمكتبتي


(أحفظُها أمامي)


بعضُها لن أُعيدَ فتحَه أبداً


في هذ الصيفِ


أكملتُ عامي الخمسينَ :


الموتُ يُخضعني على الدوام




من ديوان "نمور الحلم"




الهبات



وهبني الله الليلَ والكتبَ


بسخريةٍ بالغةِ، كلاَ وفوراً


جعلَ عينَيّ المطفأتينَ في مدينةِ الكتبِ


ملَكَين، فتقرأُ عيناي في


مكتبةِ الأحلامِ


هذه الفقرات البليدةَ التي يستسلمُ


الصباحُ لصَبوتِها.. بكتبهِ اللانهائيةِ


فيجهِدهُما كالمُخطّطاتِ المُجهَدَةِ


التي دمَروها بالإسكندريةِ


وكما تروِي حكايةٌ يونانيةٌ، فقد


هلكَ ملكٌ


جوعاً وعطشاً، بينَ الجنائنِ


والنوافير:


مثلهُ أكدّحُ دونما هدفٍ ضمنَ حدودِ


مكتبةِ عماي الهائلةِ


هلالَ عتمتي أتكشّفُ ببطءٍ


شبهَ النهورِ الأجوفِ بعصايَ المتردّدةِ


أن الذي أتصوّرُ الجنةَ دائماً


على شكلِ مكتبةٍ


أجولُ عبرَ الأروقةِ المُثقَلَةِ


فأحسُّ غالباً، من فزّعٍ مُبهَمٍ قدسيّ


أنني الآخرُ هنا، الميتُ السائرُ


على دوامِ الأيامِ


فأيّنا سيكتبُ هذه القصيدةَ


وأنا الجَمعُ على عتمةٍ مُفرَدةٍ؟


أتبيّن الدنيا العزيزةَ التي تمّحي


في رمادٍ واهنٍ مًبهَم


يشبه كلاً من الحُلمِ والسُلونِ




من ديوان "نمور الحلم"



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)