عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 09:47 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





تطريق



كضرير بأيدٍ ممهّدة


تفتح الجدران، تشاهد السماوات


ببطء مضطرب وخائف أسير متلمساً


في شقوق الليل


قصائد المستقبل


عليّ حرق ظل مكروه


بشعلتها الصافية


على ظهر الزمن المجلود


سأولد كلمات أرجوانية


سأحصر بكاء المساءات


في جوهر القصيدة الصلب


لا يهمني أن ترحل النفس


عارية فارغة كالريح


لو أن عالم قبلة مجيدة


ما يزال يفهم حياتي


تتحول الليلة إلى حقل حراثة


لزرع بيوت شعر فيها




ترجمة : أنطوان جوكي




سبت




لا حب فيك


لكن جمالك


يسدّ الزمن بأعجوبته


السعادة فيك


كما الربيع في الورقة الجديدة


لستُ شيئاً تقريباً


فقط تلك الرغبة


التي تضيع في المساء


اللذة تكمن فيك


ككُمون القسوة في السيوف




ترجمة : أنطوان جوكي





العودة



في نهاية سنوات المنفى


أعود إلى دار طفولتي


وأشعر بأني ما زلتُ في بلد غريب


لمست يداي الشجر


كملامسة شخص نائم


وكررتُ دروباً قديمة


كما لو أني أستعيد من النسيان بيتاً من الشعر


وحين انتشر الظل


رأيتُ القمر الجديد النحيل


يأوي إلى أحضان


نخلة ذات أوراق عالية


كما يأوي الطير إلى عشه


....


أي حشد سماوات


عليه معانقة الدار بين جدرانها


كم من غروبٍ بطولي


سيناضل في عمق الشارع


كم من قمر جديد هش


سيلقي بحنانه في الحديقة


قبل أن تعرفني الدار من جديد


وتصبح مألوفة!


ليلة مار يوحنا


روعة الغروب الشديدة


عند حد السيف حطّمت المسافات


رقيقة هي الليلة كباقة صفصاف


نيران الفرح المباغتة


تزفر في حمرتها، خشب أضحية


ينزف حتى الموت في لهبه العالي


راية حيّة، كياسة عمياء


الظل ساكن كنظرة نحو البعيد


اليوم يتذكر الشارع


ماضيه الريفي


طوال الليلة المقدسة تُسبِّح الوحدة


نجومها المتناثرة




ترجمة : أنطوان جوكي






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)