عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2010, 09:27 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نشيد





في ذاك الصباح رائحة لاتصَّدق


تضوع في الهواء، رائحة الزهور المتفتحة في الجنة


على ضفاف الفرات


يكتشف آدم زفير الماء العذب


المطر الذهبي يسقط من السماء :


إنه ُحب زيوس


من البحر تتقافز السمكة


في حين أن الإنسان من أغريجنتو Agrigento* يتذكر


أنه كان في الماضي سمكة


وفي المغارة المسماة التاميرا Altamira**


ترسم يدٌ بلا وجه، قوس ظهر الثور


يد فرجيل البطيئة تمرعلى الحرير الذي


جاءت به من دولة الإمبراطور الأصفر


القوافلُ والسفن


العندليب الأول يغني في المجر


المسيح يرى عملة ً تحمل صورة القيصر الجانبية


فيثاغورس يكشف أمام يونانييه


بأن شكل الزمن هو الدائرة


وفي جزيرة ما وسط المحيط


تطارد كلاب السلوقي الفضيّة عبيداً ذهبيين


على السندان يطرقون السيف الذي


سيخدم، بوفاء، زيغورد Sigurd. ***


ويتمان يكتب الأشعار في منهاتن


هوميروس يولد في مدن سبع

عذراءٌ ما قبضت قبل لحظة


على وحيد ِ قرن ٍ أبيضَ


الماضي كله يعود موجة ً


وكل هذه الأمور البالغة القدم تحدث من جديد


ولأن امرأة معيّنة قبّلتك




__________________



* إسم مدينة في صقلية تعود آثارها إلى عصور ما قبل الميلاد.
**المغارة المشهورة في إسبانيا والتي عثر فيها على رسومات الإنسان القديم.
***بطل أسطورة جرمانية ترمز إلى الصراع الدائر آنذاك بين روح الوثنية الجرمانية والرسالة الإنجيلية. ويسمى البطل زيغفريد أيضاً.



ترجمة: عدنان المبارك






الشريك في الذنب





هم يصلبوني.. وعليّ أن أكون الصليب والمسامير


يقدّمون لي الكأس، وعليّ أن أكون السمّ الزعاف


يخدعوني، وعليّ أن أكون كذبا ً


يحرقوني، وعليّ أن أكون جحيماً


عليّ أن اقدم المديح والشكر في كل لحظة


أنا أحيا بكل شيء ومهما كان الشيء


بعبء الكون، بالإذلال، بالحبور


عليّ أن أبرر الأمر الذي يجرح فيّ


ليست بالحسبان سعادتي وشقاءي


إني شاعر




ترجمة: عدنان المبارك






كتبي




كتبي (وهي لاتعرف أني موجود)


هي جزء مني مثل الوجه


بصدغيه الأشيبين وزوج من عيون رمادية


أبحث عنهما، عبثا ً، في عمق المرآة


وألمسهما بتقعّر راحة اليد


وليس بدون منطق مرّ


أظن أن الكلمات الجوهر التي تعبّر عني


تختبيء بين الصفحات التي لاتعرف من أنا


وليس الأخرى من صفحات كتبي


وهذا أفضل الأمور


أما أصوات الموتى فتقول عني هذا كله على الدوام





ترجمة: عدنان المبارك



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)