الموضوع
:
الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
عرض مشاركة واحدة
12-21-2010, 03:44 PM
المشاركة
117
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (22)
لقاءٌ مع النفس
خلوتُ بنفسي لم أجدْ ليَ ملجأً
سواها فإنَّ النفسَ خيرُ صديقِ
وقلتُ لها يا نفسُ حسبُك ما مضى
أطعتُك عمراً فالضياعُ طريقي
أطعتُكِ لا أدري إلى أين أنتهي
وقد شبَّ طيشي واستبدَّ عقوقي
تركتُ مقاليدَ الأمورِ لخافقي
وسِرْتُ بليلِ الوهمِ دونَ شروقِ
أحاولُ ما أستطيعُ شدَّ مَفاصلي
لأسبقَ صوتَ الرعدِ قبل بروقي
وأمسكُ أطرافَ السحابِ أقودُه
ليسكبَ أمطارَ المُنى بعروقي
كأنِّي وأحلامُ الشبابِ تصعَّدتْ
طريدٌ سرى في الليلِ دون رفيقِ
وما لي وقد أخفقتُ في العيشِ حيلةً
فكلُّ دروبي أُغْلِقتْ بحريقِ
* * *
فوا أسفاً أَمضي وتمضي مواسمي
زفيري بها عَبْرَ الأسى كشهيقي
ووا عجباً للنفسِ تنسى مواجعي
وقد شابَ في دربِ الشفاءِ وثوقي
ولكنَّني ما زلتُ غُصناً بروضةٍ
تَؤمُّ رفوفُ النحلِ حُلوَ رحيقي
وتعشقُ أسرابُ الطيورِ مواسمي
لتحملَ حبَّاتي لكلِّ طليقِ
يجوبُ فضاءاتِ الحياةِ موشَّحاً
بفجرٍ جديدِ الأُمنياتِ أنيقِ
فإنِّي رهينٌ في الرياضِ يشدُّني
رباطٌ إلى الأفنانِ جِدُّ وَثيقِ
* * *
وتقذفُ بي ريحُ التَّجهُّمِ بغتةً
إلى جُرُفٍ هاري الضفافِ سحيقِ
أغالبُ أمواجَ السقوطِ بأذرعٍ
يحرِّكُها خوفُ الردى كغريقِ
ويغتالُني صوتي فأصرخُ صامتاً
ليرتدَّ صوتُ الصمتِ دون مُعيقِ
فأجمعُ أصدائي بريشةِ شاعرٍ
خبيرٍ بتصويرِ الحياةِ خليقِ
وأملأُ كأسي من حُميَّا قصائدي
فتغدو صَبوحي في الأسى وغَبوقي
فأشربُ آلامَ السقوطِ تَعِلَّةً
وأمضغُ يأسي كافراً بحقوقي
* * *
كذلك نفسُ الحُرِّ إن ضِيْمَ أينعتْ
كغصنٍ على خُضْرِ الضفافِ وريقِ
تُكلِّلهُ الأزهارُ في كلِّ موسمٍ
فيزهو بمسكٍ في الرياضِ فَتيقِ
فغايةُ ما أصبو إليه توافقٌ
مع النفسِ حتى أستعيدَ بَريقي
8-11-1997
رد مع الإقتباس