عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2010, 06:28 PM
المشاركة 116
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (21)




بقايا الحسن




نصبتْ شِباكَ الحسنِ بعد مَشيبي
ورمتْ فُتاتَ جمالِها بدروبي


أنَّى اتَّجهتُ وجدتُ زهرةَ فُلةٍ
حمقاءَ سوَّرَها الظما بشُحوبِ


هي من بقايا الحسنِ ضاعَ أريجُها
ما بين سالفِ طاعتي وذُنوبي


أيامَ كنتُ أشمُّ رثَّ ثيابِها
والشوقُ يَقلبُ ريحَها لطُيوبِ


فلَكمْ سرقتُ من الثيابِ قُصاصةً
نعمتْ بحملِ غريرِها المصلوبِ


ولكمْ وقعتُ على السَّريرِ بغفلةٍ
منها بوضعٍ في الظلامِ مريبِ


وعلى وسادتِها كمِ اشتعلَ الجَّوى
والقلبُ يخفقُ مُمعِناً بوجيبِ


* * *

يا ليتَها علمتْ بما فعلَ النَّوى
والشكُّ يُسْلِمُني لفرطِ نحيبِ


حتى بلغتُ الأربعينَ وهالني
شيبي وروَّعَني دُنوَ غُروبي


فلجأتُ للنسيانِ وابتهلَ الهوى
حتى أعودَ لصبوتي ونَسيبي


لكنَّها الستونَ تصرخُ في دمي
قفْ يا غبيُّ .. أما نهتْكَ عُيوبي


في الأربعينَ غرقتُ في بُؤرِ الأسى
وخرجتُ من حلباتِها بنُدوبِ


وأطلَّتِ الخمسونَ تعقدُ حبلَها
حولَ انتظاركَ للغدِ المرغوبِ


وتقولُ للستينَ دونَ تَحفُّظٍ
أهلاً بثلجكِ بعد حرِّ لهيبي


* * *

ورجعتُ للمرآةِ أخطبُ ودَّها
فبدتْ حقائقُ خَيبتي وهُروبي


شيخٌ أنا .. وتطلُّ ملحمةُ الردى
ويطلُّ من أُفُقِ الشقاءِ مَغيبي


دالَ الزمانُ وغابَ نجمُ مَطامحي
وبدا ظلامُ القبرِ جِدَّ قريبِ


شحَّتْ مواسميَ القديمةُ وانتهى
زمنُ العطاءِ وجاءَ وقتُ نضوبي


ووقفتُ أختصرُ السنينَ مودِّعاً
وحملتُ ذُلَّ هزيمتي بحروبي


وتركتُها ترمي فُتاتَ جمالِها
لتضيعَ بين مُغامرٍ وكَذوبِ



6-8-1997