عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2010, 05:47 PM
المشاركة 115
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (20)




عنوان الهوى



اكتُبيني فوقَ الهوى عنوانا
واسحبي الخوفَ وامنحيني الأمانا


واسكبيني في ليلِ عينيكِ نوراً
يطلعُ الفجرُ من ظلامِ هوانا


لا تقولي ولَّى زمانُكَ فاذرفْ
أَدمُعَ اليأسِ لن تنالَ رضانا


لا تقولي ودِّعْ غِراسَ الأماني
أنا ما زلتُ للهوى بُستانا


لا تقولي نسيتُ حبَّكَ فابحثْ
عن محبٍّ في الحبِّ يَفنى سوانا


أنا أدرى بقلبِ منْ يتفادى
خائناتِ العيونِ إذ يتوانى


فأجيبي نداءَ قلبِكِ قولي :
يا حبيباً أضناهُ ما أَضنانا


شفَّنا الوجدُ فاشتعلنا حنيناً
وحنينُ العشاقِ ينسى الهوانا


نحن كنَّا إلفَينِ نغفو ونصحو
نملأُ العيشَ رِقةً وحنانا


يعشقُ الروضُ شدوَنا في الأماسي
وتُنَدِّي فجرَ المنى نَجوانا


ما تَغنَّى في الروضِ طائرُ عشقٍ
بنشيدِ الهيامِ إلا عَنانا


كم تركنا عيونَنا مُصغياتٍ
لحديثٍ لم تحكِه شفتانا


تستحي جوقةُ العَنادلِ منَّا
حين نشدو وتُرهِفُ الآذانا


* * *

كم جلسنا نبني جسورَ وصالٍ
مذْ عشقنا فما انتهتْ بُنيانا


يستبيحُ النسيمُ خلوتَنا البِكـ
ـكرَ فنَنشى إذ يُستباحُ حمانا


* * *

كم لهونا وكم ضحِكنا فلمَّا
أورقَ العمرُ أُدميتْ مُقلتانا


فانكفأْنا وراحَ يسخرُ منَّا
برعمُ الضوءِ لم يفتِّحْ جُمانا


ثم عُدنا أبهى سَنىً وجمالا
زادنا الوجدُ والنوى عُنفوانا


يستريحُ الحنينُ في جانِحينا
ويضوعُ العفافُ من مُبتغانا


أَمرعَ العمرُ فالمُنى مُخصباتٌ
والمواويلُ أزهرتْ أُقحوانا


فاسكبي خمرةَ اللقاءِ حلالاً
واشربي الكأسَ واسكِري إيمانا


يا جحيمي وجنَّتي واشتعالي
وانطفائي في مهرجانِ لقانا


نحنُ شوقُ الطيورِ للأفُقِ الرحْـ
ـبِ وسجنُ السنينَ يمحو الزمانا


نحنُ عطرُ الربيعِ في موسمِ الزهْـ
ـرُ وعطرُ الربيعِ يُغري الحِسانا


نحنُ شمسُ الأصيلِ في روضةِ العمْـ
ـرِ وشمسُ الأصيلِ تَحكي ضُحانا


وغداً يشرقُ الغروبُ ونمضي
ويَحارُ الأصيلُ فيما دهانا


* * *

فتعالي يا زهوَ نارِ احتراقي
نُطفئُ النارَ في جحيمِ دِمانا


نَعتصرْ كلَّ لحظةٍ من لقانا
زادها الصيفُ والخريفُ افتتانا


ولنُعتِّقْ خمراً ألذ وأشهى
من خمورِ الصبا ونَملا دنانا


ولنطرِّزْ بالوصلِ ثوبَ الليالي
ولنزركشْ بالمغرياتِ مُنانا


فتحدَّي بالوصلِ جوعَ الليالي
روعةُ الوصلِ سوف تمحو شقانا


* * *

يا نعيميْ وما نعيميَ إلا
باحتراقيْ على الندى ريَّانا


نَيْسَنَ الحبُّ أحرفي باخضرارٍ
فذوى الشوكُ لم يُطقْ نَيسانا


ربما تولدُ الحياةُ أصيلاً
فتعالَيْ نعقدْ له مِهرجانا


أيُّ ذنبٍ لعاشقٍ مُستهامٍ ؟
ضيَّعَ العمرَ يكتوي حِرمانا


فنَضَا عنه ثوبَ زُهدٍ عقيمٍ
وأتى الماءَ يُطفئُ النيرانا


فاسألي اللهَ أن يتوبَ علينا
إنْ عصيناهُ واطْلُبي غُفرانا