الموضوع
:
الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
عرض مشاركة واحدة
12-20-2010, 12:28 PM
المشاركة
114
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (19)
أيها القلب
صحوةُ الشوقِ أم سلافُ الدوالي
أشعلتْ في دمي رمادَ الليالي
أم تراني بدَّلتُ قلبي بقلبٍ
يتلظَّى على النوى لا يُبالي
* * *
قلبُ .. يا قلبُ .. يا أسيرَ الأماني
شمسُ محياك آذنتْ بالزوالِ
أنتَ في الصحوِ حاكمٌ مستبدٌّ
ولدى السُكْرِ باذخٌ باختيالِ
يهربُ النورُ من خلاياكَ ليلاً
وتغيبُ النجومُ قبلَ الهلالِ
كم تمنيتَ مُسرِفاً بالأماني
وتفاءلتَ تحت حدِّ النصالِ
تتحدى المنونَ في كلِّ نبضٍ
بسباقٍ على حدودِ المُحالِ
وكأنَّ الدماءَ في كلِّ عرقٍ
جارياتٌ جَرْيَ السنين الخوالي
يسهرُ الشوقُ في خلاياكَ كُرهاً
ويغيبُ الخيالُ خلفَ الخيالِ
ويطولُ السُّهادُ والحلمُ غافٍ
في ضميرِ الأيامِ تحت الظلالِ
وطرحتَ السؤالَ ترجو جواباً
فعبرتَ السنينَ رهنَ السؤالِ
وتمطَّى الجوابُ عريانُ يجلو
ظلمةَ الشكِّ بعد ليلِ الضلالِ
فاستقمْ يا غبيُّ فالعمرُ ولَّى
واسمعِ الشيبَ مُنذراً بارتحالِ
لا تقلْ لي : أهوى الجمالَ وحسبي
من كنوزِ الجمالِ نظمَ اللآلي
أنتَ يا قلبُ عاشقٌ مُستهامٌ
ضيَّعَ العمرَ حالماً بالوصالِ
فصَّلَ الحبَّ أحرفاً من جُمانٍ
فاستدارتْ عِقداً بجيدِ الجمالِ
يستهينُ الخليُّ فيما تعاني
ويقيمُ العشاقُ عرسَ ابتهالِ
فتوسَّدْ شوكَ الظنونِ غريباً
بعدما ضعتَ بين قيلٍ وقالِ
* * *
أيُّها القلبُ يا غريراً تمادى
يا عزيزاً على قلوبِ الغوالي
قد يموتُ السؤالُ حيناً وتصحو
وسراجُ الأحلامِ دونَ اشتعالِ
وتسوق الدلالَ شمسُ الأماني
فالصباحاتُ رهنُ قيدِ الدلالِ
ألسنُ النارِ في الحشا لاهباتٌ
رغمُ طولِ الأسى وطولِ النضالِ
فتمرَّدْ على الحريقِ وأطفئْ
حُرقةَ الصمتِ في عروقِ الدوالي
واقطفِ النورَ من بريقِ سرابٍ
فشهيُّ اليقينِ صعبُ المنالِ
وغداً تذبلُ الزهورُ وتَذوي
وتَغيضُ المياهُ تحتَ الرمالِ
ينقضي العمْرُ بين مدٍّ وجَزْرٍ
وتموتُ الأحلامُ دون اكتمالِ
18-5-1998
رد مع الإقتباس