عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3394
 
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي

د/ محمد الزهراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
141

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Sep 2008

الاقامة

رقم العضوية
5683
12-18-2010, 11:29 PM
المشاركة 1
12-18-2010, 11:29 PM
المشاركة 1
افتراضي الشباب حيرى ، والكبار غفلى
أجيال قادمة ، ومستقبل أمة تتحدد معهم مصير تلك الأمة فإما إلى الرقي ، وإما إلى الضياع في وقت تتسابق فيه الأمم الواعية إلى كسب السبق العلمي ، والتاريخي ، وكل ذلك بفضل الله ثم بسواعد شبابها .
كنا صغارا لا نجد الوقت الكافي لكي نمارس هوايات الشباب ( بين كتب ، ومهمات تسند إلى ذلك الجيل ) بل كانت تُشد الأيدي للقيام بها وإنجازها ، وإن لم نفعل لقينا من التأنيب ، والتوبيخ ما يزلزل أمة بكاملها . كانت العيون تلاحقنا ، وذلك المجهر لا يخطئ في رؤيتنا ، وإن أخطأ كانت أعيننا تدور من الخوف ونتساءل هل رأونا.؟ كم كانت تلك الأيام تلفنا بالانضباط وسالكة طريق الجادة ! صحيح أن العصر وما فيه داهمنا ، وأصبحت الأبواب تطرق لتعم الفوضى كل أركان المنزل ، وكذلك المنازل المتاخمة لنا ، ولغيرنا ، وصحيح أن رب البيت زاد من الغفلة التي ساهمت في تلك الفوضى العارمة ، وصحيح أن الكل يقول :أنا ومن خلفي الطوفان لا يدري أن ذلك الطوفان داهم ومعه إعصار فيه نار سيقضي على الأخضر ، واليابس ، وصحيح أن الكل منشغل عن كَبِده ، علما أن الضرورة أجدى بالاهتمام ، وإن سألت أيهما الأهم .؟ لتجد الناس بين خيارين أحلاهما مرّ ، لكن أحدهما الأهم ، وهو في نظري المكسب ورأس المال إن كانت خزينته التي تحويه موصدة.
إنهم شباب الأمة ، ومستقبلها ، والحيرة التي لا تفارقهم .ليلا ونهاراً ، بل ترافقهم حتى في أحلامهم ، وعلى مضاجعهم . تكالبت عليهم الهموم بل كل الأبواب أمام الكثير منهم موصدة ، والأسباب يبدو لي أنها واحدة .
كان من المفترض أن توضع حلولاً من لدن جهات عدة تحسبا لما نراه الآن ، ولا يترك الحبل على الغارب ليصطدموا بمواجهة مستقبلهم المجهول وحدهم ، ناهيك عن مخاطر الفراغ ، والتي ساعد ت كثيرا على الضياع ، والعبث بممتلكات غيرهم من أفراد ومجتمع بأسره . ليست هذه المشكلة وحدها الآن ، ولكن المشكلة هل سيبقى الحال كما هو عليه الآن دون التفكير في حلول مستقبلية لكي تحد من هذا الضياع للكثير منهم ، وعلى من تقع عليه المسؤولية من مربين وساسة في التعليم هل سيبقون هكذا دون حلول تكفل لهم شغل هذا الفراغ المثخن بالهموم؟ والذي أدى بالعديد منهم إلى الانخراط في عالم التيه ، والجريمة .
الكل يعلم أن نسبة الشباب ( شباب ـ شابّات ) في وطننا الغالي تزيد بكثير عن نسبة الكبار ، وهذا يعني أن مجتمعنا يبشر بمستقبل مشرق إذا عكف من يهمه أمرهم على إيجاد الحلول المناسبة لهم ، وإخراجهم من حيرتهم التي أثقلت كاهلهم . لذا أرى طرح بعض الحلول التي ستؤتي أكلها في المستقبل القريب :
1ـ على ولي الأمر أن يعيد حساباته في فن التعامل مع هذه الفئة العمرية ، وتخصيص بعض الوقت للجلوس مع أولاده داخل المنزل ، وعدم وضع جل وقته في الانشغال عنهم ، ومتابعتهم في مدارسهم ، وزيادة أواصر التعاون مع مدرسته ، والمتابعة المستمرة للسلوكيات الغير مرغوبة والمحتملة منهم .
2ـ تكثيف جهود المدارس التي تضم البعض منهم ، والتركيز على متابعتهم بمساعدة ولي الأمر ليعمل الجميع في صالح تلك الناشئة بكل إخلاص ،وأمانة ، وليكن بين البيت و المدرسة خط ساخن لتبادل المعلومات الضرورية ، والتعاون المثمر في الحد ممّا يستجد منها ، وتنمية السلوكيات الطيبة ، والتشجيع على الاستمرارية فيها .
3ـ تكثيف النصح والإرشاد ، والتحذير من المخاطر القادمة عن طريق قنواتنا الفضائية خصوصا تلك القنوات التي تعنى بأمر الشباب والرياضة ، والقيام بندوات تربوية يترأسها تربويون متخصصون في هذا المجال ، وعن طريق أئمة المساجد والخطباء الذين يعرفون ظروف هذه الفئة ( كانوا منهم فتاب الله عليهم .)
4ـ التعاون البناء بين رجال الأمن ، والمؤسسات التربوية في كيفية الإصلاح المثمر والمطلوب بمعنى (رجل الأمن يؤدي دوره التأديبي ، ورجال التربية يؤدون دورهم التربوي) دون تدخل ولي الأمر العاطفي ،حتى يؤتي ذلك التعاون الأهداف المرجوة منه ، ومتى شعر الشاب أن الأمر بات جديّا في نظري سينصاع إلى الواقع الذي ننشده.
5ـ تبني جهات استثمارية استقطاب أولئك الشباب خارج أوقات الدراسة الصباحية تحت إشراف مجموعة من التربويين والمتخصصين في التعامل مع هذه الفئة من شبابنا وبأسعار رمزيّة تدعمها جهات معنيّة بهذا الشأن .
6ـ الاستفادة من تلك الدراسات السابقة والرسائل العلمية ، والبحوث التربوية والاجتماعية التي تعجّ بها جامعاتنا دون أن يكلف أحد من المسؤولين نفسه الاطلاع عليها ، والاستفادة من محتواها ، ومن ثم العمل بها . لكونها تهتم بأمور وقضايا الشباب اليوم .
7ـ على وزارة الإعلام أو من بيده الفصل أو من ينتمي لهذا الوطن الغالي في إعادة النظر في تلك البرامج المتوغلة في عقول شبابنا ، والتي يمتلكها أناس من بني جلدتنا ، لكن للأسف لم نجد لهم اهتماماً بدينهم وشباب أمتهم ولا المساهمة ،والأخذ بأيديهم لتلافي ذلك المستقبل المظلم الذي نراه بالمرصاد من خلال تقديم برامج مفيدة لهم ، لكن ما نراه منهم أنهم كانوا خير معين لأعدائنا في إضلال شبابنا و ترسيخ بعض السلوكيات المنحرفة في عقولهم .
نعم الكثير من المسؤولين التربويين والآباء يعيشون في سبات عميق ، وعدم الاكتراث بذلك الخطر القادم ، والذي أظنه بدأ يطرق الأبواب ،بل قد دخل بيوت الكثير من الأسر دون استئذان ، بل وجد الترحيب من ربّ الأسرة دون التفكر ملياً في العواقب الوخيمة المتوخاة للشباب . ولو سألت بعضهم عمّا يحدث ،لأسند الأمر إلى جهات أخرى ، لا يدري أن له نصيب الأسد في المساهمة في ذلك الضياع فلم يقدم التوعية الاستباقية ، والصحيحة لخطورة الأمر، بل ترك الحبل على الغارب لنجد الشاب ،و الفتاة في حيرة ، ولديهما الحرية الكافية في اختيار ما يرون ، ناهيك عن رفاق السوء والخدمات التي تقدم منهم لغيرهم من الشباب والفتيات دون رقابة ومتابعة من البيت والمدرسة بسبب فقدان أواصر التعاون بين الجهتين .
شبابنا ، وفتياتنا يعيشون في حيرة من أمرهم ، والخطر لن يرحمهم ، والعواقب المتوقعة أدهى وأمر ليس على مستوى الأسرة فحسب ، بل على مستوى المجتمع بأسره ، وما رفاق السوء إلا خير معين للاستحواذ عليهم والتغرير بهم وأصبحوا سواء بسواء ، وما السرقات ، والتعدي على ممتلكات الغير ، والقضايا الجنائية التي نسمع عناها إلاّ نتاج غفلة يشترك فيها الجميع دون استثناء . فهل من صحوة بعد غفلة تتسارع فيها الخطى لإخراج شبابنا من هذه الحيرة ، وإنارة الطريق أمامهم ، وتوفير كل فائدة لهم ليتم الحفاظ عليهم ،ولينعم بلدنا بثروته البشرية .
د. محمد الزهراني .