عرض مشاركة واحدة
قديم 12-18-2010, 02:18 PM
المشاركة 28
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أجارُكِ يا أُسْدَ الفَراديسِ مُكْرَمُ.....فتَسكُنَ نَفْسي أم مُهانٌ فمُسْلَمُ
وَرَائي وقُدَّامي عُداةٌ كثيرَةٌ......... أحاذِرُ من لِص ومنكِ ومنهمُ
فهل لَكِ في حِلْفى عَلَى ما أُريدُهُ..... فإني بأسْبابِ المعِيشةِ أعلم
إذن لأتاكِ الرَّزقُ من كلِّ وِجهةٍ....... وأثرَيتِ ممَّا تَغْنَمينَ وأَغْنَمُ


يقول طه حسين أن هذه الأبيات قالها المتنبي حين مر بقنسرين فسمع زئير الأسد والتي لا تخلو من تأثر بما سبق إليه الشعراء القدماء ولا سيما امرؤ ألقيس والفرزدق من مناجاة الذئاب والأسود.

ويرى طه حسين أن البيت الثاني يعكس امتلاء قلب المتنبي بالوحدة والعزلة والفراغ إن صح أن تمتلي القلوب بهذه الأشياء وهل رأيت الفتى كما أراه في هذا البيت يقول طه حسين، وحيدا شريدا في فضاء الأرض الواسع وقد أطبقت عليه ظلمة الليل العريض وقد انصرف الفتى عن عدو وهو مقبل على عدو وهو يسمع زئير الأسد ويكاد يسمع الطريق ويكاد يرى أشخاص هؤلاء اللصوص الذين يأخذون السبيل على المجتمعين فكيف بهذا الطريد؟

وهل أحسست في هذين البيتين الآخرين الندم اللاذع والحسرة المضنية وحزن الشاعر الفتى لأنه لم يجد بين الناس من يعينه على تحقيق آماله فإذا هو يود لو وجده بين هذه الأسود الزائرة الكاسرة؟ فهي يا ترى سمعت الأسود لهذا اغناء وهذا الحزن؟