عرض مشاركة واحدة
قديم 12-18-2010, 02:39 AM
المشاركة 48
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* قلت لي ..
- أين تريدين أن تختبئي بي ؟
أجبتكَ أناوشك كطفلة مشاكسة : ماهو أكثر مكان بين حناياك دفئآ ؟
- سأضعكِ بين قلبي ونبضي .. هل يرضيكِ هذا ؟
- ولكني شديدة الحراك .. سأزعجك ..
- لا عليكِ .. سأكون بمعيتكِ أهدأُ من روعكِ وأبث الطمأنينة من حولك ..
- لكني أخاف الوحدة والوحشة ..
- لن تكوني وحدكِ أبدآ .. فمعكِ كل أحاسيسي وخفقاتي .. سأنشرها بين يديكِ .. ستكون لكِ وحدك ..
- أخاف أن يأتي يوم وتقسو علي .. وتقتلني ..
- مستحيل .. أنا من يخشاك ويخافك ..
_ أنا ؟ تخافني أنا ؟
- لكنه ليس خوفآ من النوع المفزع ..
- ربما تخاف المجهول الذي أحمله على كتفي ..!
- بل هو الضباب ..
- ولكن حتى الضباب به من الجمال الكثير ..
- ومع ذلك يبقى مخيف يختبئ خلفه مصير مبهم .. وقادم أحيانا مرعب ..
- لماذا أنت متشاءم ؟
- لست كذلك , أحيانا نعشق الحياة وأحيانا كثيرة نكره كل شي يمت للواقع والحقيقة ..
- شئ طبيعي هذا الإحساس .. وكل إنسان تقريبا يمر به في لحظات الألم ..
- الغريب أننا وسط هذا العصف نحاول أن نحافظ دائما على صورنا نقية بيضاء .. لنسرقها من العتمة وننشرها في الضوء الآت من الزمان ..
- جميل ما تقوله .. أكمل ..
- المشكلة أنه يحدث في بعض الأوقات أن تتكسر أشياء تشبة الزجاج بين أصابعنا ومسافات رحيلنا .. ثم ننهمك بإخراج الشظايا من أيدينا ونترك صورنا أو ننساها بين العتمة والضوء .. فقط يهمنا حينها أن نتخلص من صورة الألم في أصابعنا ..
- رائع .. وأين أنا وسط هذا الإنهماك ؟
- أنتِ صورة أسعى لأن أنزعها من كل هذه التشوهات والإلتواءات ..لأبحث لكِ عن منفذ ضوء آخر ..
وبعد تنهيدة مريرة قلت : أنا محاط بكثير من الألم كمسافة تنقلب على متنها شاحنة ضخمة من المعاناة ..
وصورتك المضيئة .. تراودني بكل تجلي بعد ذلك .. والخوف هو أن تكرهي البقاء طويلا بين يدي ..
- هذا يعود إليك .. وإلى مدى التصاقك بتفاصيلي دون تحريف ..
- سأفعل .. سأحاول أن أكون شطرك الذي تحبين ..

.....................