عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2010, 11:58 PM
المشاركة 44
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الفجـر





للفجر في نيويورك


أربعة أعمدةٍ منْ وحلٍ


وإعصارٌ منْ حمامٍ أسود

منتشر في الماء العفن
الفجرُ في نيويوركَ يتأوهُ

على امتداد الطوابق اللانهائية


ويبحث بين الخطوط


عن زنابق من اكتئابٍ مرسوم


الفجر يبزغ ولا أحدَ يستقبله في فمهِ


لأنه لا يوجد صباحٌ ولا أيُّ أملٍ محتمل


أحياناً يُخترَقُ ويُؤكلُ ويُشربُ أطفالٌ مشردون


منْ سيل العملات المعدنية المنهالة


الأوائل الذين يخرجون يفهمون حتى النخاع


بأنه لن يصبح هذا لا فردوساً ولا حباً مُحرَّماً


هم يعرفون بانهم سيتحولون إلى وحلٍ من الأرقام والقوانين


إلى لعبةٍ بلا شكل، وإلى مجهوداتٍ غير مجدية


النور مدفون بين السلاسل والضجيج


في تحدٍ صفيق من عِلمِ بلا جذور


في الحي أناسٌ يترنحون من الأرق


كما لو أنهم قد عاشوا تواً حالة جلطة دموية


__________





عن ترجمة ماريكا غيدين السويدية لمجموعة - شاعر في نيويورك




ترجمة: عبد الستار نورعلي








بانوراما عمياء فوق نيويورك




إذا لم تكنْ هي الطيور


مغطاة بالرماد


إذا لم تكنْ التأوهاتِ التي تقرعُ نافذةَ العُرس


فهذه هي مخلوقاتُ الهواء الرقيقة


التي تجعل الدمَ الجديد يفيض في الظلام اللانهائي


لكنْ لا، ليست هذه طيوراً


لأنَّ الطيورَ ستصبح حالاً ثيراناً


بمساعدة القمر يمكنُ لها أنْ تصبحَ مرتفعاتٍ بيضاً


وهي دائماً صبيانٌ مصابون


منْ قبل أنْ يرتقيَ القضاةُ المنصة


الكلُ يشعرُ بالألم المتوحد مع الموت


لكنَّ الألمَ الحقيقيَ ليسَ حاضراً في النفس


ليس موجوداً في الهواء، ولا في حياتنا


ولا في هذه الشرفات المليئة بالدخان


الألم الحقيقي هو الذي يُبقي الأشياءَ يقظةً


هو جرح الحريق الصغير المؤلم اللانهائي


في العيون البريئة لأنظمة الشمس الأخرى


بدلةٌ مهجورة تضيق على الأكتاف لدرجة


أنَّ السماء غالباً ما تجمع البدلات في أكداس غير مستوية


والذين يموتون حين يولدون، يعرفون في اللحظة الأخيرة


بأنَّ كلَ الأصوات تتحجَّرُ وكلُ الآثار تصبحُ نبضاتِ قلوبٍ


نحن لا ندري بأنَّ الأفكارَ لها ضواحٍ


حيث الفيلسوفُ يؤكلُ ويُشربُ


من الصينين وعبيد الفراشات


وفي المطابخ عدد من الأطفال الأغبياء


عثروا على طيورٍ من السنونو بعكازاتٍ


وهي التي عرفت كيف ينطق الانسان كلمةَ: حب


لا، لا، ليست هي الطيور


ليس طائراً يُعبِّرُ عن الحمى الشديدة للبحيرة المتصلة بالبحر


أو الاشتياق الى قتلٍ يُثقلُ كاهلنا كلَ لحظةٍ


أو ضجة الانتحار المعدني التي تمنحنا القوةَ كلَ فجر


إنها كبسولة بالهواء حيث كلُ العالم يتألمُ في داخلنا


إنهُ فراغٌ قليل حيٌّ في التناغم المجنون مع الضوء


إنه طابقٌ صعبٌ تحديده حيث الغيوم والزهور تنسى


الصراخ الصيني الذي يغلي عند مكان الدم الزائد


لقد تهتُ عدة مراتٍ


حين رغبتُ في أنْ أجدَ الجرحَ الذي يُبقي الأشياء يقظةً


لكنني وجدت فقط بحارةً معلقين على الأسيجة


ومخلوقات صغيرة من السماء، مدفونةً تحت الثلج


لكن الألم الحقيقي كان موجوداً على الساحة الثانية


حيث الأسماكُ الكريستالية قد ماتتْ بين سيقان الأشجار


ساحة السماء الغريبة تحمل التماثيل الهَرِمة السليمة


وجوار البراكين المؤلم


لا ألمَ في الصوت، هنا توجد الكرة الأرضيةُ فقط


الكرة الأرضية ببواباتها الأبدية


التي تقود باتجاهِ احمرار الثِمار


___________




عن ترجمة ماريكا غيدين السويدية لمجموعة -شاعر في نيويورك



ترجمة: عبد الستار نورعلي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)