عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2010, 09:56 PM
المشاركة 33
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصيدة البكاء



أغلقت شرفتي

لأني لا أريد أن أسمع البكاء


إلا أن وراء الجدران الرمادية


لا يسمع شيء غير البكاء


هناك ملائكة قليلة تغني


هناك كلاب قليلة تنبح


يسقط ألف كمان في راحة يدي


لكن البكاء كلب ضخم


البكاء كمان ضخم


الدموع تكم فم الريح


ولا يسمع شيء غير البكاء




ترجمة: ناديا ظافر شعبان






غزالة الموت المظلم





أريد أن أنام نوم التفاح


وأن أبتعد عن جلبة المقابر


أريد أن أنام رقاد ذاك الطفل


الذي كان يريد أن ينتزع قلبه في عرض البحر


لا أريد أن يعيدوا علي، أن الأموات لا تفقد دمها


وأن الشفاه المتعفنة تظل متعطشة للماء


لا أريد أن أعرف شيئاً عن العذاب الذي يعطيه العشب


ولا عن القمر ذي الفم الأفعواني


الذي ينشط قبل طلوع الفجر


أريد أن أغفو برهة


برهة ، دقيقة، دهراً


لكن ، ليعلم الجميع أني لست ميتاً


وأني أحمل بين شقتي إسطبلاً من ذهب


إني الصديق الصغير لريح الغرب


وإني الظل الكبير لدموعي


غطني ببرقع فجراً


لأنه سيرميني بحفنات نمل


ويبلل بماء صلب حذائي


حتى ينزلق فكا عقربه


لأني أريد أن أنام نوم التفاح


لأتعلم نحيباً يطهرني من التراب


لأني أريد أن أعيش مع ذاك الطفل المظلم


الذي كان يريد أن ينتزع قلبه في عرض البحر




ترجمة: ناديا ظافر شعبان






غزالة الهروب





ضعت مرات كثيرة في البحر


أذني مليئة بأزهار مقطوفة للتو


ولساني ملئ بحجب وباحتضار


ضعت مرات كثيرة في البحر


كما أضيع في قلب بعض الأطفال


ليس هناك من ليلة لايشعر فيها المرء


بابتسامة ناس بلا وجوه، وهو يعطي قبلة


وليس هناك من أحد، ينسى الجماجم الجامدة


للأحصنة الميتة، وهو يداعب وليداً


لأن الورود تبحث في الجبين


عن منظر قاس لعظم


ليس لأيدي البشر اتجاه


غير تقليد الجذور في باطن الأرض


كما أضيع في قلب بعض الأطفال


ضعت مرات عديدة البحر


جاهلاً للماء، أمضي مفتشاً


عن موت من ضوء يفنيني



ترجمة: ناديا ظافر شعبان

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)