عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2010, 08:24 PM
المشاركة 17
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
انتحار



ربما لأنه لم يتقن هندسته ورياضياته




في العاشرةِ ذات صباح


نسي الشاب


قلبه كان يمتليء سريعاً


بالأجنحة المكسورةِ والأزهار الورقية


حاولَ التركيز على فمِه


لكن كلمة واحدة صغيرة بقيت


عندما خلع قفازيه


سقط رماد دقيق ونحيل من كفيه


من فوقِ الشرفةِ .. رأى برجاً


وأحسَ بأن نفسَه تلك الشرفة وذاك البرج


وبالطبعِ لاحظَ كيف أن الساعة المعدنية


وسطَ إطارها تراقبه


ورأى ظله يتمددُ مرهقاً


فوقَ الأريكةِ الحريريةِ البيضاء


ثم أن الصبي، بتقعرهِ، ورياضية ذهنِه


حطم المرآة بواسطة فأس


عندما تحطمت .. تدفق نهرٌ من الظل


ليغرقَ حجرته الوهمية



****




ترجمة: عدي الحربش






قصيدة الطفلِ الميت




كلَ مساءٍ في غرناطة


يموتُ طفلٌ كلَ مساء


كل مساءٍ يتربعُ الماءُ جالساً


كي يتحدثَ معَ أصحابِه


الميت يلبس أجنحةً تملأها الطحالب


والريحُ الصافية والممطرة كانتا


طاوسينِ حلقا بين الأبراج


واليومُ كان طفلاً جريحاً


لم يبقى حتى رفرفة قنبرةٍ في السماء


عندما قابلتك في كهوفِ الخمر


لم توجد قطعة سحابٍ حينها فوق الأرض


عندما غرقتَ وسط النهر


عملاق المياه تمدد فوق التلة


النهر يلهو بالكلابِ والزنابق


جسمكَ بين ظلالِ يداي البنفسجية


كان ملاكاً بارداً .. ميتاً .. على الضفة



****



ترجمة: عدي الحربش

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)