عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2010, 04:26 PM
المشاركة 109
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (14)



لبنانُ يا شرفَ العروبة





أرأيتَ كيف تجرَّأَ العدوانُ
أعرفتَ من أدماكَ يا لبنانُ ؟


أعرفتَ أنَّا أمةٌ عربيةٌ
يَطغى عليها الخوف والإذعانُ ؟


* * *

هدأَ المحيط فلم تثرْ أمواجه
ورنا الخليج وجفنُه وسنانُ


وتصافحتْ دولٌ يهنِّئُ بعضها
بعضاً ويشكر سعيها الطغيانُ

وتثاءبت أممٌ وأثلجَ صدرها
قصفٌ على جدواه قام رهانُ


كانوا قد اتفقوا عليه بمجلسٍ
جمعَ الصِّلالَ ونفَّذ الثعبانُ


فتخضَّبتْ أرجاء قانا بالدِّما
وبكى على أزهارها نيسانُ


وتعهَّدوا وقفَ الدمار بموعدٍ
وكبيرُ من خفُّوا إليه جبانُ


* * *

أسمعتَ يا لبنانُ صوتَ عوائهم ؟
وكشفتَ ما يسعى له الذُّؤبانُ


قتلوا البراءةَ والطفولة وارتدوا
ثوبَ البراءة فاستحى الشيطانُ


فشكتْ دماءُ الأبرياء لربِّها
هربَ الضمير وقد صحا السجانُ


يا حامليْ نعشَ الضمير مجرَّداً
أنِفَتْ تلفُّ ضميرَكم أكفانُ


أَتخادعون الكونَ في استعطافكم
وسلامُكم يسعى به الغيلانُ


صحتِ الشعوبُ فلا مَردَّ لحكمها
وتعانقَ الإنجيلُ والقرآنُ


وهوتْ بأقبيةِ الخنا توراتُكم
فجميع مانادت به بُطلانُ


وقضتْ بنصلِ السلم تدفنُ نفسها
أُمُ الفتوح فما لها عنوانُ


وصحا على بردى الإباءُ وأرعدتْ
الله أكبر إنَّه الطوفانُ


متوثِّبٌ أبداً لكل عظيمةٍ
وبضفتيهِ لعاشقِيْه أمانُ


* * *

يا قاتليْ صوتَ الشعوب بصيحةٍ
تحيا الشعوبُ ويسقطُ السلطانُ


هذي دمشقُ وكم قرأتُ كتابَها
حرباً وسلماً خطَّهُ الإيمانُ


قَبَستْ من التاريخ سرَّ ضيائها
فالزيتُ في زيتونها نيرانُ


تتلمَّسُ النبضاتِ في يد أمةٍ
(ذي قار) في تاريخها عنوانُ


والخائفون على العروشِ تساقطوا
فمتى يضيقُ بصمته البركانُ ؟


* * *

يا صانعي قيدَ السلام رويدَكم
لن تُفلحَ الأبواقُ والتيجانُ


هذي عناقيدُ السلام تفجَّرتْ
حقداً ينوءُ بحمله لبنانُ


ودمُ الضحايا لن يجفَّ وإن دعا
للسلم بوقٌ خائنٌ وبيانُ


وصراخُ (شاتيلا) و(صبرا) لم يزلْ
في مسمعِ الدُّنيا له إرنانُ


وتطلُّ (قِبيةُ) بالحدادِ يحفُّها
من (ديرِ ياسينٍ) ذوتْ أغصانُ


هذي الضحايا الصِّيدُ أَعيتْ شاعراً
في جانحيه تمرَّدَ الإنسانُ


غنَّى السلامَ على الغصونِ وعقَّه
لما بكاهُ الطيرُ والأفنانُ


عذراً بني قومي لقد عصفَ الأسى
وعصتْنيَ الأقلامُ والألوانُ


* * *

لله درُّكِ يا شآمُ ومن سوى
حادي الشآم لما عزمتُ ضمانُ


فتقحَّمي هولَ الخطوبِ وزَمجري
فلكلِّ خطبٍ شدةٌ ولِيانُ


ودعي السلامَ لعاجزين جهودهم
ذلٌ يغلِّفُ سعيَها وهوانُ


لبنانُ ياشرفَ العروبة ينتضي
سيفَ الجهاد وجرحُه نشوانُ


قاومْ حشودَ بني قريظةِ لاتَهُنْ
حتى وإنْ جندُ الكرامةِ هانوا


واهدمْ حصونَ بني النَّضيرِ مُكبِّراً
وليَرتفعْ فوقَ الرعودِ أذانُ


ولتسمعِ الدُّنيا هديرَك معلِناً
أنَّ المدافعَ للسلامِ ضمانُ




11-5-1996