عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2010, 11:55 PM
المشاركة 23
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أيْنَ الوَمِيضُ وَهَذا الصَّدْرُ بَوْتَقََـــةٌ
حَمْرَاءُ مِنْ كُلِّ إحْسَاسٍ بهَا قَبـــَسُ


وفي هذا البيت يخبرنا الشاعر ومن خلال هذا التشبيه البليغ ( الصدر بوتقة ) بأن صدره والذي هو مكمن الأحاسيس والمشاعر يمثل بوتقة حمراء تشتمل في ثناياها على قبس من كل إحساس يشعر به الشاعر...ولكن الشاعر يتساءل مستغربا ومستعجبا...كيف لا يصدر عما يدور في صدره وميض!؟ رغم أن ذلك الصدر تحول إلى بوتقة تحوي في ثناياها قبس من كل إحساس لا بد ملتهب..فأصبحت بوتقة الصدر حمراء من شدة الحرارة طبعا، حرارة تلك الأحاسيس، وفي ذلك كناية عن حدة تلك الإحساس التي تنصهر في بوتقة صدر الشاعر فلا يظهر لها وميض...والانصهار لا بد يحدث بسبب حرارة اشد من الاشتعال الذي يعطي الوميض حيث أراد الشاعر أن يعبر من خلال هذه الصورة عن عمق ما يدور في خلده وتلك الأحاسيس التي تغلي وتنصهر في بوتقة الصدر.. فهي أحاسيس ملتهبة حد الانصهار الذي لا يصدر وميضا!

وهذا البيت يستفز في المتلقي حاسة البصر من خلال استخدام ( أين الوميض) ويوقظ كل الأحاسيس في ذات المتلقي من خلال استخدام ( من كل إحساس) ويكاد يستعر المتلقي بلهيب تلك المشاعر من خلال استخدام كلمات ( حمراء وقبس، والوميض، والبوتقة).

وفي البيت ربما معنى آخر وكأن الشاعر وقد احتشدت في صدره تلك الأحاسيس والمشاعر الملتهبة أصبح وكأنه في متاهة لا يعرف أين الصواب أو أين الاتجاه الصحيح، وكأنه يركب قارب في عرض البحر تتقاذفه الأمواج فيبحث من بعيد ويتساءل عن وميض تلك المنارة التي تظهر في الميناء من بعيد لتدله على الاتجاه.

وفي كلتا الحالتين تشير الصورة الشعرية في هذا البيت بأن الشاعر يعبر عما يجول في خاطره من مشاعر متأججة وتيه افقده الاتجاه كنتيجة لما يملا صدره من مشاعر وأحاسيس.... ويؤكد على ذلك ما يقوله الشاعر في البيت التالي


أيْنَ السَّبيلُ... مَسِيرُ الذاتِ هَرْوَلَــةٌ
فِي مَهْمَهِ الليْلِ لَمْ يَفْطِنْ لَهَا العَسَسُ



يتبع ،،